أشاد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي بالجهود التي تبذلها الجزائر في سبيل تدعيم الاتحاد المغاربي من خلال الخطوات الكبيرة التي خطتها في مجال التعاون الثنائي مع كل الدول المغاربية على غرار الجمهورية التونسية، ليؤكد بالتنسيق مع الأمين العام لاتحاد المغرب العربي لحبيب بن يحي، أن التوصيات التي صدرت عن مجلس وزراء الخارجية المغاربة المنعقد في طرابلس في أواخر ديسمبر 2009، ستتخذ كخارطة طريق لعمل الاتحاد خلال 2010. أكد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أن المجهودات التي تقوم بها الجزائر في سبيل تدعيم الاتحاد المغاربي تأخذ عناصرها من إرادة شعبية قوية، مذكرا أنها ترأست اتحاد المغرب العربي لسنوات طويلة وأن هذه المجهودات المستمرة سمحت لها باستقبال لقاء ذو أهمية قصوى للمقاولين الاقتصاديين المغاربة في 2009، ليضيف أنه وعلى المستوى الثنائي بذلت الجزائر مجهودات لتعزيز علاقاتها الثنائية مع كل الدول المغاربية على غرار علاقتها مع تونس التي تعززت باتفاق تجاري وصفه بالمثالي،كما أشار مدلسي من ناحية أخرى إلى أن إمكانيات اتحاد المغرب العربي ليست مجندة كما نريد بصفة كاملة، قائلا إننا مع ذلك لا نستطيع التحدث عن تجميد الاتحاد بل بالعكس نرى أن هناك مجهود مستمر منذ سنوات حتى يصبح هذا التعاون يمس كل القطاعات، كما أوضح في سياق متصل أن هذا التعاون بدأ يعطي ثمارا ملموسة بالنسبة للتجارة والخدمات والسياحة، كما أعطى ثمارا أيضا على مستوى تقوية العلاقات الثنائية ما بين الدول المغاربية، ليوجه دعوة إلى وسائل الإعلام المغاربية يطالبها من خلالها ببذل مجهودات لتقديم صورة جميلة ومشجعة عن هذا الاتحاد. وفي تصريح للصحافة عقب المحادثات التي أجراها مع مدلسي، أوضح بن يحي أن هذه المحادثات تناولت النظر في برنامج عمل الاتحاد المغاربي المشترك في سنة 2010 وتطبيق التوصيات التي صدرت عن مجلس وزراء الخارجية لدول اتحاد المغرب العربي المنعقد في طرابلس في أواخر ديسمبر 2009، وهي خارطة الطريق ل2010 وستعقد خلالها اجتماعات عديدة على مستوى اللجان الوزارية المتخصصة خاصة فيما يخص وزراء المالية و الأمن الغذائي، كما أكد الأمين العام للاتحاد في نفس الإطار أن هناك اجتماعات مبرمجة على الهامش خلال السنة الجارية للمنظمات المغاربية المهتمة بتطوير الزراعة خاصة الحبوب وكذلك وزراء النقل المغاربة وكل عاصمة مغاربية سيكون لها حظها في هذه الاجتماعات. من جهة أخرى أبدى بن يحي أمله في أن تكون حصيلة هذه الاجتماعات في أواخر 2010 طيبة للعمل المشترك المغاربي الذي يجب أن يكون منسقا للدفاع عن مصالحنا المشتركة وتقوية هذه المصالح المشتركة بين دول المغرب العربي. وفي رد على سؤال للصحافة حول إمكانية تقوية وتفعيل اتحاد المغرب العربي، أكد بن يحي أن العمل المشترك على مستوى الخبراء والوزراء يواجه تحديات عابرة للحدود منها التصحر، موضحا في هذا السياق أن هناك تحديات أمنية مشتركة على الحدود وتحديات أخرى تمس الفلاحة وأخرى تمس الإنسان والشباب المغاربي، وتابع بقوله أن كل هذه الملفات برزت كتحديات مشتركة ونعمل على تبادل التجارب وتجانس السياسات بخصوصها، نافيا من جهة أخرى أن يكون عمل الاتحاد مجمدا ومبرزا أنه يقوم بعمل جبار إلا أن الإعلام المغاربي لم يتابع هذا العمل القاعدي في كل الدول ويعاني من نقص في تبليغ الرسالة إلى الرأي العام المغاربي، كما أكد حرص الاتحاد على العمل خلال السنة الجارية على تقويته وإخراجه من الضبابية لإيجاد حلول للمشاكل التي تواجهه لأن الشباب المغاربي ينتظر تحقيق حلم الاتحاد.