أصبحت قطر الدولة الصغيرة بسكانها ومساحتها تلعب دورا فعالا وكبيرا بمواقفها ودبلوماسيتها، وخاصة سياسة الوساطة والصلح لحل الأزمات التي تحدث في الوطن العربي، وبذلك تستحق قطر أن تكون عاصمة الدول العربية وأن ينقل مقر الجامعة إلى الدوحة، فالدول تقاس بإنجازاتها وليس بمساحتها أو تعداد سكانها، وهذا المنطق هو الذي جعل اليابان وكوريا دولتين كبيرتين رغم صغر المساحة. لقد تدخلت قطر بقوة من أجل غزة، ونظمت قمة للجامعة العربية ، ولكن بكل أسف قاطعتها بعض الدول وعلى رأسها مصر التي تحتضن مقر الجامعة العربية، ومع ذلك حققت قمة غزة في الدوحة نجاحا سياسيا كبيرا. وكللت الوساطة القطرية بين الفرقاء اللبنانيين بنجاح ، وكذلك لعبت قطر دورا هاما في الأزمة اليمنية، بوساطتها في ملف الحوثيين أيضا. وآخر حدث هو نجاح الوساطة التي قادتها قطر بين الخرطوم وفصائل دارفور بمشاركة تشاد. ولم تكتف قطر بإنجاح الوساطة، بل قررت ضخ مليار دولار لتنمية منطقة دارفور. وهكذا نلاحظ أن دولة قطر، لها القوة الدبلوماسية التي لا تملكها الدول العربية الكبرى، وربما يرجع أحد أسباب نجاح قطر في عملها العربي إلى أنها لا ترجو " مصلحة ضيقة على حساب الآخرين "، وحتى لو كانت لها مصلحة تجنيها من وراء حل الأزمات العربية، فهي تستحق ذلك تكريما لها على المجهودات المبذولة، وهي ليست هينة ومحفوفة بالمخاطر. وبعد نجاح الدوحة في وساطتها في ملف دارفور، يجوز لنا التساؤل : لماذا لا تنسحب جميع الدول العربية من وساطتها في ملفات الأزمة العربية وتحيل الموضوع لدولة قطر؟ منذ أزيد من عام، والوساطة جارية بين الفصائل الفلسطينية في مصر، بدون أن تكلل بالنجاح، بل إن حركة حماس تتهم مصر بتزوير وثيقة الصلح بينها وحركة فتح. وفي المحصلة يمكن القول أن قطر بينت قدرة كبيرة في الوساطات وحل الأزمات، فلماذا لا نجعلها عاصمة الدول العربية وننقل مقر الجامعة العربية إلى الدوحة، ويتم تعيين شخصية قطرية في منصب الأمين العام للجامعة العربية؟