قال الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني جمال بن عبد السلام أمس، أنه يجري التحضير لمبادرة سياسية تَجمع كل فاعلي أحزاب التيار الإسلامي الوطنية، ترمي إلى كسر الركود والجمود الذي تشهده الساحة السياسية، مُهمتها التنسيق بينها للخروج بموقف قوي، مضيفا أن التّعتيم الإعلامي الذي تتعامل به جُل وسائل الإعلام الوطنية مع الحركة خاصة منها العمومية الثقيلة، يُعبّر عن إرادة خفيّة لتقزيم دور »الإصلاح« في المشهد السياسي الوطني. اعترف القيادي في حركة الإصلاح بن عبد السلام خلال تنظيمه احتفالية على شرف الصحافة الوطنية بمقر الحركة الوطني أمس، أن الذي بات يصنع المشهد في مختلف الميادين اليوم في الساحة الوطنية هي الصحافة المكتوبة الخاصة بامتياز، وأثبتت فاعليتها ودفاعها المستميت عن الوطن أيام الهجمة المصرية الشرسة البغيضة على كل ما هو جزائري، فيما أكد أن وسائل الإعلام الثقيلة برهنت مرة أخرى التمادي في تجاهل ما يهم الرأي العام الوطني، مما يحتم فتح مجال السمعي البصري وإتاحة الفرصة للكفاءات لكي تبرز، عوض أن تكون عرضة للهجرة وتستفيد منها دول أخرى أحيانا حتى في ضرب مصالح الجزائر. وخاطب المتحدث الصحافة الوطنية بضرورة تضافر جهودها مع التشكيلات السياسية الوطنية لفتح مجال الحريات أكثر، وقال »معركتنا واحدة، وهي معركة الحريات، وهناك إجماع على وجود احتكار يمس كل القطاعات المؤثرة في حياتنا«، بالرغم من أن الحريات منصوص عليها في مواثيق الدولة والدستور ولكنها غير محترمة، مضيفا أن رجال الإعلام إلى جانب ضرورة التزامهم بالمهنية، هناك أولوية التمسك بالثوابت وإعطاء الفرصة للجميع، وعلق »نطالب بالعدل في فرص الإطلالة على المجتمع ونقل مشروعنا لكل المواطنين«. وأشار بن عبد السلام أن هناك أحزابا ولاّدة للأفكار وفاعلة في الساحة الوطنية، وأخرى ليس لها أي مشروع وطني تتحرك عندما يؤذن لها فقط على حد قوله، ليعقّب على تصريحات حنون الأخيرة التي اتهمتهم فيها بأنهم حزب يقتات من الإسلاميين قائلا »نحن لم نتخل عن مواقفنا، ولا نتنصل عن مبادئنا بصفة متكررة، وحنون تحيا على جثث ميتة«. وفي رده على سؤال حول اختصار بعض الأحزاب الوطنية نشاطاتها في شكل بيانات فقط، عقّب القيادي أن التعمّد الواضح في عدم إتاحة الفرص والوسائل وحدها باتت تعرقل عملهم الميداني، قبل أن يضيف »مرجعية حزب كبير وآخر صغير تقاس عندما تتاح نفس الوسائل والمراكز بنفس الدرجة وتغليب الديمقراطية في كل الميادين«، ولكسر هذا الركود في الساحة السياسية الذي يراه بن عبد السلام، كشف عن التحضير لمبادرة وطنية تشمل كل الفاعلين من التيار الإسلامي مهمتها عرض برنامج مشترك يتضمن إستراتيجية يتم اطلاع السلطات العليا عليها، لدفع الحراك وتفادي تفجر الجبهة الاجتماعية بعد تصاعد وتيرة الاحتجاجات والإضراب في كل القطاعات.