تحولت الجزائر إلى »الشبح الأسود« بالنسبة لبعض المغاربة، ولا نقول جلهم انطلاقا من اعتقادنا بان السواد العظم من الأشقاء في المملكة يوادون الجزائريين وهم مشغولين بقضاء حوائجهم والسعي وراء لقمة العيش، وقد كثرت الكتابات التي تتهجم على الجزائر، وبشكل يوحي وكأن شتم الجزائر قد تحول عند بعض الأقلام في المغرب إلى وسيلة لكسب رضا نظام المخزن والتقرب منه. هذه الحقيقة ترجمها بشكل واضح مقال نشر على الموقع الاليكتروني المغربي »هسبريس« تساءل فيه صاحبه، بنوع من التحريض، عن سبب عدم دعم إسرائيل لتيار انفصالي داخل الجزائر، رغم أن الكيان الصهيوني يقف وراء كل الفتن التي تقسم ظهر العديد من الدول العربية مثل اليمن ولبنان والسودان..الخ، وزعم هذا المغربي »المزطول« بأن الجزائر هي في خدمة إسرائيل وأن هناك حلف سري بينها وبين الدولة العبرية، وهو كلام بالقدر الذي يعكس حجم الحقد الدفين في قلب هذا المهووس، يثير الضحك، ذلك أن العالم أجمع بما في ذلك المغاربة أنفسهم، يدرك بأن النظام المغربي هو النظام العميل لإسرائيل، ودرجة انبطاح العرش العلوي وخدامه الكثر في المملكة للكيان الصهيوني لا تخفى حتى على الأطفال الصغار أو المجانين، فما بالنا بالعقال. والحقيقة التي يعلمها الجميع هو أن مؤسسة القدس التي يقبع على رأسها العاهل المغربي محمد السادس وقبله المغفور له الحسن الثاني، قد تحولت إلا أداة للتستر على مسلسل التهويد الذي يطال بيت المقدس وما جاوره، ثم إن الدولة العبرية هي من أقام جدار العار بالصحراء الغربيةالمحتلة، ودعم اللوبي الصهيوني في واشنطن للمغرب داخل النظام الأمريكي فيما يتعلق بالنزاع في الصحراء الغربية يعترف بها حتى المغاربة في كتاباتهم، وحتى يصحو صاحب المقال من غفوته نقول له أيضا بأن الخبراء العسكريين الإسرائيليين يتجولون بحرية في أراضي المملكة ويشرفون على تدريب الجيش الملكي على طرق وأساليب القمع والقهر التي يدفع فاتورتها الشعب الصحراوي الأعزل في العيون وباقي الأراضي الصحراوية المحتلة. ومن الحقائق الكثيرة التي تدين النظام المغربي، هو أن اليهود يتمتعون في بلد جلالته بحقوق لا يحلم بها حتى المحضوضون من المغاربة فما بالنا بالمقهورين منهم، والنصيحة التي نقدمها لصاحب المقال هو أن يشغل نفسه بسبتة ومليلية المغتصبتين من قبل الاسبان، وأن تكون له الجرأة لفضح سياسة الانبطاح التي يمارسها العرش العلوي أمام مدريد وتفريطه في حقوق المغاربة، وأن ينسى الجزائر لأن أهلها أشرف منه ومن أشباهه.