أكد أمس، عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، أن مبادرة النيباد التي قادتها الجزائر لها أهداف نبيلة غير أن تحقيقها في ظل المشاكل الكبيرة التي تعرفها القارة صعب، كاشفا أن التحويلات المالية من الدول الإفريقية نحو البنوك الخارجية بلغت 540 مليار دولار خلال السنوات الأخيرة. قال عبد العزيز بلخادم في مداخلة له بمناسبة ندوة احتضنها »مركز الشعب للدراسات الإستراتيجية« حول »التمنية والأمن في إفريقيا« إن الجزائر من خلال مبادرة النيباد تسعى إلى إيجاد الحلول الكفيلة بحل المشاكل التي تعاني منها القارة الإفريقية، معتبرا أن الصراعات الأثنية في عدد من هذه الدول يعد أهم المعوقات في سبيل تحقيق أهداف هذه المبادرة. وعن فكرة إنشاء النيباد أوضح بلخادم، أنه جاء بعد الفكرة التي اقترحتها السينغال في وقت سابق، وبعد تأكد القادة الأفارقة من عدم جدوى مخطط »أوميغا« الذي تزعمه الرئيس السينغالي سابقا، سيما وأنه يعتمد على فكرة أن إفريقيا تنمو من منطلق تموين مشاريعها من قبل الدول المتقدمة، ناهيك عن الديون الكبيرة التي هي على عاتق القارة الإفريقية، ومن ثمة، أضاف بلخادم، نبعت فكرة إنشاء فضاء إفريقي، ينطلق من استغلال الدول الإفريقية لقدراتها الذاتية لتحقيق تنمية مستدامة كما هو الشأن بالنسبة للجزائر، مشيرا إلى أن النيباد له آليات مراقبة تعمل على معاينة ما تحقق من أهداف على أرض الواقع. كما اعتبر بلخادم أن الجزائر من خلال مبادرة النيباد سعت إلى تحقيق أهداف نبيلة وهي التنمية الشاملة لبلدان القارة »بعيدا على الانفرادية«، غير أنه أكد أن تحقيق هذه الأهداف يبقى مرتبطا بمدى قدرة الدول الإفريقية على حل مشاكلها الداخلية، سيما في ظل الصراعات العرقية في عدد كبير من دول القارة. في ذات الصدد، كشف أن التحويلات المالية من الدول الإفريقية نحو البنوك الخارجية بلغت 540 مليار دولار في السنوات الأخيرة، حيث أشار إلى أن الدول الإفريقية مطالبة في الوقت الراهن بالعمل جانبا والتكتل من أجل تحقيق تنمية شاملة ومستدامة لشعوبها. من جانب آخر أكد بلخادم، أن الجزائر سعت منذ استقلالها إلى بعث تنمية حقيقية في إفريقيا، مشيرا إلى أنها كانت أول من نادى خلال سنوات السبيعنات من القرن الماضي إلى نظام اقتصادي دولي جديد يعتمد على المنفعة العامة لجميع قارات المعمورة بما فيها إفريقيا، وهو الغاية التي يسعى »النيباد« إلى تحقيقها في الوقت الراهن بالنسبة إلى إفريقيا.