أكد أليكسندر إيزوزيموف رئيس شركة »فيمبلكوم« الروسية للهاتف النقال أمس، استعداد المجمع الروسي بعد استحواذه على أغلبية حصص أوراسكوم تيليكوم بموجب الصفقة المبرمة مع نجيب ساويرس، التنازل عن شركة جيزي للحكومة الجزائرية التي أكدت في تصريح رسمي أمس الأول أنها متمسكة بحق الشفعة في شراء جيزي. حسب ما ذهب إليه إيزوزيموف الذي يرافق الرئيس الروسي في زيارته إلى الجزائر في التصريحات التي أدلى بها أمس للصحافة، فإن مجمع فيمبلكوم يرغب في الاحتفاظ بشركة جيزي التي اشتراها ضمن الصفقة الموقعة مع رئيس مجلس إدارة أوراسكوم تيليكوم، لكنه لن يتوانى عن بيع الشركة للجزائر إذا أصرت الحكومة الجزائرية على استعادتها فرع أوراسكوم باستعمال حق الشفعة، قائلا »إذا أصرت الحكومة الجزائرية على هذا الأمر سنقوم بشكل طبيعي ببيع فرع جيزي لها«. وأوضح رئيس فيمبلكوم قائلا »نود بالفعل الاحتفاظ بهذه الشركة كواحدة من فروعنا الجديدة وبدون أي شك«، قبل أن يضيف » من الصعب التكهن بما هو سابق لأوانه، لكن من المهم أن تعود علاقات جيزي إلى سابق عهدها مع الحكومة الجزائرية«، في إشارة واضحة من رئيس فيمبلكوم إلى أن المجمع الروسي لا يريد الدخول في أي نزاع قانوني مع الحكومة الجزائرية حول ملكية جيزي التي يفترض أن تكون خارج الصفقة التي أبرمها ساويرس مع المجمع الروسي للاتصالات. ومن جهته أكد نجيب ساويرس رئيس مجلس إدارة أوراسكوم تليكوم، أن شركة «فيمبلكوم» الروسية ستشارك في محادثات أوراسكوم مع الجزائر بشأن «جيزي»، وذلك بعد صفقة اندماج بقيمة 6.6 مليار دولار، تضم غالبية أصول شركة «ويذر» المالكة لأوراسكوم تليكوم مع الشركة الروسية. وقال «ساويرس» في بيان إعلامي أمس »إنه فيما يتعلق بالوضع الجزائري ونظرا لأن الاتفاق قد وقع فإن «فيمبلكوم» لها الآن رأي حاسم في كل المفاوضات«. ومن وجهة نظر المتتبعين فإن مصير «جيزي» سيكون عقبة محتملة أمام إتمام صفقة الاندماج التي قد تسفر عن خامس أكبر شركة لخدمات الهاتف المحمول في العالم، باعتبار أن التشريع الجزائري واضحا في هذا المجال، وقانون الشفعة يمنح الحكومة الأولوية في شراء أي مشروع استثماري أجنبي، وقد سبق أن للجزائر أن حذرت أوراسكوم من المبادرة بأية عملية بيع لمتعامل أجنبي لأنها ستطعن في الصفقة عندما دخلت أوراسكوم في مفاوضات مع شركة الاتصالات الجنوب افريقية »أم تي أن«، لكن يبدو أن المسؤول الأول عن أوراسكوم تيليكوم مصر على القفز على القوانين والتشريعات الجزائرية في سبيل إيجاد مخرج ينقذه من متاعبه المالية والتزاماته مع بقية المساهمين، وراهن على إمكانية إتمام صفقة البيع للمجمع الروسي بدعم من الرئيس الروسي الذي يزور الجزائر، حيث اختار الإعلان عنها عشية زيارته للجزائر، وقالت «إيلينا ميلز» كبيرة المحللين لدى »ألفا بنك« في موسكو إن »وجود ميدفيديف ليس مصادفة تماما الآن وقد أعلنت الصفقة فإنه يستطيع إثارة موضوع جيزي«.