أكد عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية أن فتح الحدود البرية بين الجزائر والمغرب مرتبط بتسوية عدد من القضايا المشتركة بين البلدين والتي لا توال عالقة إلى يومنا هذا بما فيها قضية الصحراء الغربية. وفي هذا السياق ذكر مساهل بموقف الجزائر من القضية والذي قال إنه ينسجم والشرعية الدولية القائمة على مبدأ حق الشعوب في تقرير مضيرها. أكد عبد القادر مساهل خلال نزوله ضيفا بمنتدى التلفزيون أول أمس أن قضية الصحراء الغربية تبقى حجر الأساس في العلاقات الجزائرية المغربية إلى جانب قضايا أخرى لا تزال عالقة يجب العمل على تسويتها في القريب العاجل بهدف فتح الحدود البرية بين البلدين. وأضاف الوزير انه رغم كل المراوغات التي قد يلجأ إليها المغرب، إلا أن موقف الجزائر في رأيه واضح من النزاع باعتبار أنه يقوم أساسا على احترام الشرعية الدولية التي تكرس حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وحسب ما ردده الوزير المنتدب، فإن توتر الوضع بالمنطقة لم يمنع دون قيام علاقات جزائرية مغربية، حيث أكد في هذا الصدد أن المغرب يعتبر أول شريك تجاري للجزائر في القارة السمراء وان حجم المبادلات التجارية بين البلدين تجاوزت 570 مليون دولار ، ناهيك عن عمليات التهريب التي قدرتها وكالات أنباء مغربية ب 2 مليار دولار، كما قال الوزير أن الرحلات الجوية بين البلدين قائمة ولم تعرف انقطاعا في وقت تم فيه إحصاء 550 ألف جزائري زاروا المغرب سنة 2007 دون ان ننسى بان الجزائر منحت 250 سجل تجاري لمغربيين يقيمون على ترابها من أصل جالية مغربية معتبرة مقدرة ب 45 ألف رعية. وعلى صعيد أخر جدد الوزير تمسك الجزائر بإتحاد المغرب العربي وقال إن إنشاء الفضاء المغاربي فكرة قديمة نشأت عام 1923 مع نجم شمال إفريقيا، مشيرا إلى أن الجزائر قدمت مقترحات لتفعيل الإتحاد المغاربي من خلال إصلاح المنظومة المغاربية لتتأقلم مع التحولات التي عرفتها بلدان الإتحاد داخليا وأيضا مع التحولات التي يشهدها العالم. وعن ظاهرة الهجرة داخل القارة الإفريقية خاصة نحو الجزائر سجل الوزير أن البلاد أصبحت وجهة للمهاجرين الأفارقة بعد ما كانت بلد عبور، مشيرا إلى أنه لا حل لمشكل الهجرة إلا من خلال مساعدة الدول الإفريقية في مجال التنمية. وفي رده على سؤال حول رغبة الولاياتالمتحدةالأمريكية في إنشاء قاعدة عسكرية في إفريقيا قال مساهل إن إفريقيا برهنت أن لها القدرة لحل مشاكلها بنفسها، كما أكد أن قضية الأفريكوم غير مطروحة أصلا في أجندة الدول الإفريقية ، مذكرا بوضع القارة لإستراتيجية لبناء الهندسة الإفريقية للسلم والأمن ترجمت بإنشاء القوة الإفريقية والتي تدخلت في عديد من بؤر التوتر عبر القارة السمراء وعلى رأسها دارفور بالسودان أين تم نشر قوة عسكرية بتعداد 17 ألف جندي. ولدى تطرقه للوضع في القارة الإفريقية أشار مساهل أن إفريقيا أصبح لها صوت مسموع في العالم منوها ب "القفزة النوعية" التي عرفتها القارة في مجال حل مشاكلها بنفسها ليبرز في هذا الصدد تقلص عدد النزاعات في القارة من 13 نزاعا قبل عشر سنوات إلى ثلاثة حاليا مذكرا بدور الدبلوماسية الجزائرية بقيادة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في حل العديد من هذه النزاعات. وفي إطار أخر أكد مساهل أن إفريقيا تطالب بإصلاح المنظومة الأممية بما فيها الجمعية العامة للأمم المتحدة والهيئات الأممية الأخرى خاصة مجلس الأمن، حيث تطالب بتوسيعه كما تطالب أيضا بمقعدين دائمين فيه.