اعتبر وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رشيد حراوبية، القرارات التي أعلن عنها رئيس الجمهورية في خطابه أمس بجامعة ورقلة بمثابة »إنجاز جديد للأسرة الجامعية«، وذهب الوزير أبعد من ذلك حينما قال بالحرف الواحد إن »قرار فخامة الرئيس باعتماد أنظمة تعويضية مُحفّزة وجذّابة سيُسجله التاريخ«، كما أورد أيضا أن »الجامعة حقّقت مكاسب غير مسبوقة في عهد بوتفليقة«. لم يتوان وزير التعليم العالي في الالتزام أمام رئيس الجمهورية بأن تكون الأسرة الجامعية أكثر استعدادا لتنفيذ التوجيهات التي قدّمها لها أمس في افتتاح السنة الجامعية الجديدة، وخصّ رشيد حراوبية بالذكر قرار اعتماد نظام تعويضي يأخذ في الحسبان انشغالات أساتذة القطاع بمختلف فئاتهم ومستوياتهم، حيث قال في أعقاب فراغ الرئيس بوتفليقة من إلقاء كلمته »لقد جعلتم قطاع التعليم العالي من الأولويات الوطنية، ونحن اليوم في ظل قيادتكم نجني ثمرة أخرى من ثمرات هذه الرعاية«. وبحسب ما جاء على لسان الوزير حراوبية فإن »هذه الرعاية تمثّلت هذه المرة، وهي ليست المرة الأخيرة، في قرار الرئيس الذي سيُسجّله له التاريخ باعتماد أنظمة تعويضية مُحفّزة وجذّابة لفائدة الأساتذة والباحثين ترقى بهم إلى مصفّ النخبة الوطنية«، وتوقف عند التأكيد بأن أعضاء هيئة التدريس والبحث »إذ يُثمّنون عاليا هذا القرار، فإنهم سيكونون أكثر استعدادا لبذل المزيد من الجهود لكسب رهان النوعية«. وقبل ذلك كان المسؤول الأول على قطاع التعليم العالي تحدّث بالتفصيل عن الإنجازات التي حقّقتها الجامعة الجزائرية في عهد الرئيس بوتفليقة، حيث أفاد في كلمته الترحيبية أن حرص الأخير على الإشراف كلل سنة على افتتاح الموسوم الجامعي »هو تكريم لنا جميعا«، قبل أن يُضيف بأن الجهود التي بذلتها الدولة في السنوات الأخيرة »في ظل توجيهاتكم للقطاع أدت عبر سيرورتها إلى تحقيق تطوّر غير مسبوق للمنظومة الجامعية على صعيد التوسع الشبكي والهيكلي لمؤسسات التعليم العالي«. واستند حراوبية في تقييمه لهذا الواقع الإيجابي إلى الكثير من الأرقام اتي ذكر من بينها توسع شبكة التعليم العالي التي أصبحت الآن تضم 80 مؤسسة جامعية إلى جانب 365 مؤسسة خدماتية، وقد نجم عن ذلك تزايد قدرات الاستيعاب إلى 1 مليون و300 ألف مقعد بيداغوجي، فيما وصلت الحصيلة إلى 557 ألف سرير على الصعيد الخدماتي، وهو ما تعزّز العام الحالي بالتحاق نحو 240 ألف طالب جديد في ظروف وصفها ب »الحسنة«. إلى ذلك دافع وزير التعليم العالي عن الإصلاحات التي أدخلت قبل ست سنوات على الجامعة باعتماد نظام »آل آم دي«، وهي الإصلاحات التي اعتبرها تحقيقا للأهداف الكبرى للمنظومة الجامعية من خلال ما أسماه »تعزيز ديمقراطية الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي بما يستجيب للطلب الاجتماعي وكذا مُتطلّبات ضمان تكوين نوعي وراقي«، ليُكشف بأن هذه السنة سيتم تعميم النظام الجديد ليشمل كل مجالات التكوين بعد أن فتحت مصالحه 413 عرضا جديدا في الليسانس، و487 عرض تكوين في أقسام الماستر، و150 عرضا آخر في الدكتوراه. وتُشير المعطيات التي فصّل فيها رشيد حراوبية أمام رئيس الجمهورية أمس إلى أن العدد الإجمالي لعروض التكوين في نظام »أل أم دي« بلغ 4431 عرض منذ بداية العمل بهذا النظام قبل ستة أعوام، والتزم بدعم العددج الحالي من الأساتذة البالغ 41 ألف بشكل دوري كمّا ونوعا بما يضمن للجامعة الاستجابة للرهانات الحالية.