استمتع أول أمس، عشاق الكلمة المعبرة بجملة قصائد غازلت الحضور بكل صدق وحب للشاعر الأردني محمود نوفلة، الذي استضافته مكتبة ديدوش مراد بالعاصمة التابعة لمؤسسة فنون وثقافة، معنونا قصائده ب»قبل أن أبكي سأبكي«، »وصايا«، »روح وبقايا«، »أشق صدري« وقصيدة »حطم قيودك«، و»غباء فراشة«. تفنن الشاعر الأردني محمود نوفلة من الأردن في مغازلة الحضور في أمسية شعرية تفاعلها معها السامعين، حيث عرّج ضيف الجزائر في الحديث عن تجربته الشعرية التي أصقلها بالمثابرة منذ الطفولة، مُبديا تأثره الشديد بالشاعر الكبير محمود درويش، قائلا »كل شاعر يقرأ لمحمود درويش فإنه سيتأثر به دون أدنى شك«. وعن زيارته إلى الجزائر إعتبرها الأولى وليست الأخيرة، بحكم إعجابه الشديد بها قائلا محمود نوفلة » كل شيء في الجزائر مُلهم، أحب البحر، والعاصمة فيها بحر، وأعشق الصحراء، والجزائر فيها صحراء«. وكشف الشاعر الأردني نوفلة ل»صوت الأحرار» عن جملة مشاريع هو بصدد القيام بها في الجزائر على غرار مشروع إصدار ديوان شعري بعنوان »إرتجالات«، والذي يحمل عدد من القصائد تتنوع مواضيعها بين الغزل، والهجاء، والوطن...، كما أن الشاعر بصدد مناقشة رسالة ماجستير عن » القلق الوجودي في جدارية محمود درويش«، كونه خريج معهد الأدب العربي بجامعة ماليزية. وقال بالمناسبة إن البيئة الآساوية بوجه عام، أثّرت فيه كثيرا، بحكم إنتمائه العربي، حيث فتحت له بابا أوسع لتطوير معارفه، وموهبته الشعرية، واصفا هذا التأثير ب» التلاقح الإيجابي«، ومن جانب آخر تأسف الشاعر عن الهوى الموجود بين الإبداع المشارقي والمغاربي، مُعترفا أن هناك أسباب عديدة لهذا الإجحاف، قائلا »الشعراء المشارقة معروفين أكثر في الوسط المغاربي، فيما يشهد الشعراء المغاربة تغييب واضح في الوسط المشارقي« . وأشار محمود نوفلة أن المسابقات العربية تمنح مقدارا من الإنتعاش للشعر بحد ذاته، ناهيك على أنها تضفي استمرارية بين الشاعر ومحيطه العربي، خصوصا وأنها تخلق المنافسة بين الشعراء، التي من شأنها خلق بريق من نوع خاص، داعيا إلى ضرورة وضع منهجية ناجحة تجمع جميع الجهات، من شعراء، وأدباء، ومثقفين، فضلا عن الوزارات المعنية لخلق وتقريب الإبداع بين القارئ العربي من أجل سد الفجوة المجودة بين القارئ والمثقف. ليختتم الشاعر الأردني أمسيته الشعرية بقصيدة »من تكوني«.