كشف أوّل أمس، البروفسور برابح، رئيس جمعية أخصائيي الأمراض الصدرية بغرب البلاد، أنّ تقنية حديثة ستدخل مجال الخدمة في آجال قريبة، وظيفتها تشخيص المرض والقضاء عليه من دون إجراء عملية جراحية، وذلك بالاعتماد على الخبرة التونسية في هذا المجال. لم يقلّل أخصائيو الأمراض الصدرية بغرب البلاد من شأن تفشّي مثل هذه الأمراض بشكل لافت للانتباه في السنوات الأخيرة على المستوى الوطني وبشكل حادّ في ولايات بعينها، ارتفع عدد ضحاياها لأسباب عدم التشخيص المبكّر للمرض، حيث تصبّ كلّ البحوث في تطبيق برامج مناسبة تكون كفيلة بإحكام القبضة على مختلف هذه الأمراض خصوصا منها سرطان الرئة وداء السلّ، هذا الأخير الذي أباد عائلات بأكملها على غرار ما حدث بولاية سعيدة مؤخّرا، وقد أرجعت الأسباب إلى عدم تقرّب المصابين من المصالح المختصّة بالعلاج في أوقات مبكّرة، ما يجعل المرض يتجذّر ويقضي على صاحبه مقفلا أبواب الأمل في العلاج. وقد تمّ التطرّق في ملتقى طبّي عقد الخميس بمستشفى أوّل نوفمبر بوهران والذي حضره أخصائيون في الأمراض الصدرية، التعرّض لتقنية حديثة تمكّن من تشخيص المرض والقضاء عليه من دون الحاجة إلى إجراء عملية جراحية، حيث تمّ الاستعانة في ذلك على خبرات أجنبية، ذكر البروفسور أنّ تونسيين سيشرفون عليها، مشيرا إلى أنّ هذه التقنية الحديثة التي يجري العمل بها في الدول المتطوّرة، غير مكلّفة وتوفّر مصاريف العلاج والمكوث بالمستشفى لعدّة أسابيع، والتي تقدّر بالملايير سنويا، حيث سيجري تطبيقها في آجال قريبة. أمّا فيما يتعلّق بداء السلّ المعدي الذي أصبح يثير الكثير من المخاوف في أوساط السكّان كونه قاتل، وتسارعت عدواه ما بين المساجين ، فقد صرّح رئيس الجمعية، أنّ معدّلاته مستقرّة بولايات الغرب ويجري التحكّم فيه تدريجيا، حيث كان في سنوات مضت يمثّل نسبة 1% في الألف نسمة وانخفض إلى نسبة 8.0% حسب الإحصائيات الحديثة، فيما أرجعت أسباب الوفاة إلى عدم الخضوع المبكّر إلى الرعاية الطبيّة والفقر المدقع الذي ترزح تحته المئات من العائلات، الأمر الذي يكرّس عيشها في ظروف مزرية وأوساط توفّر المناخ المناسب للإصابة بمختلف الأمراض.