تمثلت أهم توصيات الأيام ال11 للجمعية الجزائرية لسرطان الصدر التي اختتمت مؤخرا في تقليص آجال تشخيص سرطان الرئة وتكفل أفضل بالأشخاص المصابين بهذا المرض• وأشار المشاركون الذين اجتمعوا لمدة يومين بالجزائر الى أن مرضى السرطان يتم إدخالهم عموما الى المستشفى بعد تشخيص "متأخر"، مما يجعل المريض "عاجزا عن تلقي أي علاج بحيث تبقى الجراحة الوسيلة العلاجية الوحيدة الناجعة"• وقال البروفيسور رشيد بن علي من مستشفى عنابة الجامعي رنه "من أجل إجراء عملية جراحية ينبغي إجراء تشخيص في أسرع وقت ممكن"• وأضاف "الجمعية الجزائرية لسرطان الصدر تسعى إلى التعاون مع الأطباء العامين والمختصين في منظور تقليص آجال التشخيص الى أقصى حد ممكن"، مؤكدا أن تقليص هذه الآجال يعتبر عنصرا حاسما بالنسبة لقرار العلاج• كما دعا المختصون في علم الجراثيم الى عدم "حصر دورهم" على المخابر والأطباء العامين وإلى "التحرك بسرعة" بمجرد الشك في وجود ورم• وأوصى من جهته البروفيسور برابح رئيس قسم الأمراض الصدرية بمستشفى وهران الجامعي ونائب رئيس الجمعية الجزائرية لسرطان الصدر ب "إنشاء لجان متعددة التخصصات تتكون من عدة مختصين للتكفل بمرض السرطان• وكونه مرض يتميز بالتطور السريع أكد البروفيسور برابح أن إنشاء هذه اللجان سيسمح بتنظيم "اجتماعات تشاوريه" للتفكير حول عملية تحويل مريض من مصلحة الى أخرى وعامل الوقت في مجال التكفل به• وأشار في تدخله إلى أن "المصاب بالسرطان لا يحظى عادة بتكفل جيد عندما ينتقل من الاختصاصي في الإشعاع ثم إلى الاختصاصي في المعالجة الكيماوية ثم الى مصلحة المعالجة بالأشعة التقليدية، ثم الى المختص في أمراض الصدر والسرطان"، موضحا أن المرض يتطور سريعا بينما لا يتم التشخيص إلا في مرحلة متأخرة وبالتالي فإن التكفل العلاجي لا ينجح إلا قليلا وتبقى مدة حياة المريض ضيقة• وأمام هذا الوضع تظهر الآلام ويصبح المريض متوترا لهذا من الضروري إنشاء "مراكز صغيرة أو مصالح للعلاجات المسكنة يتكفل بالآلام من الجانبين العلاجي والنفساني للمريض"• وعلى الصعيد العملي اقترح البروفيسور برابح إنشاء مراكز للعلاج بالإشعاع في الجزائر العميقة قصد تفادي تنقل المرضى، مشيرا إلى أن مراكز البليدة والعاصمة ووهرانوقسنطينة "غير كافية"• كما دعا الى إنشاء مراكز لعلاج السرطان في المدن الكبرى، مشيرا الى أن مثل هذه المراكز "لا تحتاج الى تجهيزات كبيرة على عكس مراكز العلاج بالإشعاع التي تتطلب تجهيزات جد مكلفة"• وفيما يخص جراحة الصدر إلى جانب المصالح المتواجدة بالعاصمة وبوهران، اعتبر البروفيسور أنه "أضحى من الضروري بالنظر الى عدد سكان شرق البلاد إنشاء مركزين للجراحة الصدرية أحدهما في قسنطينة والآخر في عنابة"• واقترح أن يتكفل الأطباء المختصون الممارسون بوسط البلاد بتكوين أطباء مختصين في الجراحة الصدرية يتم تحويلهم فيما بعد إلى مركز قسنطينة وعنابة