غادر أغلب رجال الشرطة المصابون بجروح جراء الاحتجاجات التي شهدتها الجزائر مؤخرا، مستشفى »ليغليسين« بالعاصمة، بعد أن تماثلوا للشفاء جراء تلقي العلاج اللازم، ولم يبق منهم سوى 3 حالات من أصل 68 تم استقبالها منذ الأربعاء الفارط، وأكدت لنا مصادر من المستشفى أن كافة الحالات الخطيرة التي تم تسجيلها كانت في صفوف محافظي الشرطة، ذلك أن رجال الوحدات كانت لهم تجهيزات لحمايتهم عكس المحافظين. بعد مرور أيام على الاحتجاجات التي خلفت إصابات بين مواطنين ورجال أمن، قامت »صوت الأحرار«، أمس بزيارة إلى مستشفى »لغليسين« بالعاصمة، للوقوف على ضحايا الاحتجاجات الأخيرة في صفوف رجال الشرطة والذين مثلوا ثلاثة أرباع العدد الكلي للمصابين في هذه الأحداث. المدير العام للأمن الوطني يزور رجال الأمن المصابين وخلال وصولنا إلى المكان الذي أحاطت به تعزيزات أمنية مشددة، وجدنا عددا من العائلات التي كانت تنتظر الدخول لزيارة أحد أفرادها من رجال الأمن اللذين كانوا في المستشفى لأسباب مختلفة، وقد طلب من الحارس الانتظار بعض الوقت قبل الدخول رفقة هذه العائلات، وبعد أن سألنا عن سبب غلق الباب أمام العائلات، عرفنا أن اللواء عبد الغني هامل المدير العام للأمن الوطني كان يقوم بزيارة إلى المكان، وطبعا للوقوف على صحة المصابين اللذين ظلوا في المستشفى. بعد مغادرة المسؤول، تمكنا من الدخول إلى المستشفى، وقد حظينا بمساعدة كبيرة من طرف المسؤولين هناك، وخلال الزيارة تحدثنا إلى الدكتورة المكلفة بالاستعجالات على مستوى المستشفى، حيث أكدت لنا أن كافة المصابين غادروا المستشفى ولم يبق منهم سوى ثلاث حالات، اثنان بإصابة في الرأس، والثالثة إصابة في الصدر، وأضافت المتحدثة أنه ينتظر أن يغادر أحد هؤلاء المصابين الثلاثة المستشفى اليوم أو غدا. وأوضحت الدكتورة أن مستشفى ليغليسين استقبل 68 حالة إصابة منذ بداية الاحتجاجات، موضحة أنه لم يتم تسجيل حالات خطيرة في صفوف وحدات مكافحة الشغب لأنهم كانوا محميين ومجهزين لمثل هذه الأحداث، غير أن حالات حرجة تم تسجيلها بين محافظي الشرطة اللذين لم تكن لديهم بدلات خاصة لحمايتهم. وبلغة الأرقام تحدثت الدكتورة عن تسجيل 6 حالات إصابة في الرأس، و47 إصابة في الأطراف »الرجلين أو اليدين«، كما تم تسجيل حالة إصابة داخل العين، غير أن توفير العلاج والإسعافات الطبية اللازمة قد حال دون ذلك، كما أشارت المتحدثة إلى تسجيل 6 إصابات في الوجه، وكشفت عن إصابة شرطيين بحروق بعد أن أقدم عدد من الشبان على رميهم بالمولوتوف، وهما يتواجدان حاليا بمستشفى باستور لتلقي العلاج الضروري. لا وجود لاعتداءات بالسلاح الأبيض وعن نوعية الإصابات التي تمت معالجتها، أوضحت الدكتورة أنها كانت في مجملها إصابات عن طريق الرشق بالحجارة، ولم ترد المستشفى أية حالة تم إصابتها بواسطة السلاح الأبيض، أما عن المناطق التي تم استقدام هؤلاء المصابين منها، فقد أوضحت أن أول شرطي مصاب دخل المستشفى كان ليلة الأربعاء من باب الوادي، ثم توالى بعد ذلك نقل المصابين من جهات مختلفة، مثل براقي، بلوزداد، الرغاية، رويسو، حيث أن مستشفيات هذه المناطق كانت تقدم الإسعافات الأولية، ليتم فيما بعد نقل هؤلاء المصابين إلى مستشفى ليغليسين لتلقي العلاج الضروري. محافظ شرطة يروي أحداث إصابته وداخل المستشفى سمح لنا بالتقرب من محافظ شرطة كان مصابا إصابة بالغة على مستوى الرأس، وأوضح لنا هذا المحافظ الذي لم يشأ ذكر اسمه، والذي كان يتحدث بكلمات متقطعة وصوت خافت لأنه مازال متأثرا بجروحه البليغة، أنه كان في عملية مطاردة من أجل وقف شبان كانوا يخروب ممتلكات عمومية في زرالدة، وبينما كان يتبع هؤلاء الشبان مع رفاقه بين الأحياء الشعبية، فوجئ بأحدهم يرميه بقطعة آجر من النوع الكبير، من سطح منزل، وهو ما أفقده صوابه ليستيقظ بعد ساعات بمستشفى »ليغليسين« ونجا من الموت بفضل جهود الأطباء، وأخبرتنا بعد ذلك الدكتورة المكلفة بمصلحة الاستعجالات التي رافقتنا أن هذا المحافظ المصاب كان يصر على العودة للعمل رغم إصابته، غير أن الأطباء منعوه من ذلك، وتضيف الدكتورة أنه وبعد إخضاع المصاب لتصوير بجهاز »السكانير« تبين أن الجرح أعمق مما يبدو عليه، مؤكدة أنه سيتمكن من مغادرة المستشفى غدا.