بعد مد وجزر وإنتظار طويل كشف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أمس في ندوة صحفية بقصر الثقافة مفدي زكرياء عن المعالم الرئيسية لخارطة المهرجانات الجديدة التي ضبطتها الوزارة لتحريك بيت المهرجانات الثقافية وقال ميهوبي " ضبطنا قائمة تضم 77 مهرجانا ثقافيا وفنيا يتوزع ما بين 28 مهرجان دولي ، 31 مهرجان وطني ، 18 مهرجان محلي " وتتراوح معدل ميزانية المهرجانات ما بين 1 مليون دج و10ملوين دج كما أضاف ميهوبي أنه تم وضع دفتر شروط صارم من أجل ، تحقيق مهنية واحترافية وعقلانية أكبر في تسيير المهرجانات وأضاف ميهوبي أنه وبطلب من المحافظ عز الدين قرفي تم تأجيل الطبعة 2016 من المهرجان الدولي لأدب وكتاب الشباب إلى 2017 وأعلن عن تنحية محافظي مهرجان مسرح الهواة بمستغانم ومحافظ مهرجان الراي بسيدي بلعباس . أوضح وزير الثقافة أن القائمة المعلن عنها التي تتضمن تخصيص 77 مهرجانا وتقليص عدد المهرجانات بمختلف صيغها هو ثمرة عمل لجنة وزارية مختصة عملت بمنهجية واستشارت مختلف الفاعلين في الحقل الثقافي والمشرفين على مختلف المهرجانات والفعاليات الثقافية وبالتالي فإن القائمة جاءت بعد دراسة متأنية وموضوعية مع التركيز على الوضع المالي والكلفة المالية لهاته المهرجانات التي تستنزف مبالغ ضخمة ومنها من لا تحقق الجدوى والفعالية في الميدان . كشف ميهوبي في سياقها أمه سيتم تمويل مهرجانات سنة 2016 من الميزانية المتبقية ومخلفات الأرصدة المتبقية من سنة 2015 ، وتصل نسبتها 40 بالمئة مع تعديل كبير وأشار أنه الإنفاق هذه النسة حقق نسبة فائدة وصلت إلى 43.69 بالمئة ، وأوضح ميهوبي أنه تم وضع دفتر شروط صارم ودقيق لضبط عملية تسيير كل المهرجانات الثقافية المؤسسة وبكل شفافية من أجل المحاسبة لأنه كما أردف " إنتهى عهد السوسيال والريع " حيث كانت المحاسبة في الماضي غائبة وبفضل عمل اللجنة الوزارية تم ضبط دفتر شروط صارم سيكون المحافظ بموجبه ملزم بتبرير إنفاقه وبالتالي دفتر الشروط سيجنب المشرفين على المهرجانات المتاعب لاحقا قد تصل للقضاء وضاف الوزير " لأن أغلب المشرفين على المهرجانات يفتقرون للثقافة القانونية والإدارية والمالية وكشف ميهوبي عن تخصيص دورة تدريبية لمحافظي المهرجانات بمقر الوزارة لنجاعة أكبر في تسيير المهرجانات تفاديا من الوقوع في أخطاء قانونية في التسيير حرصا منا على الشفافية وهو إجراء يعمد إلى إرساء المهنية و الإحترافية وإعطاء نفس جديد ، وأوضح ميهوبي أنه وبسبب المشاكل والتعقيدات الإدارية لبعض المهرجانات تم تعليقها ويتعلق الأمر بكل من مهرجان المسرح النسوي بعناية، مرجان اللباس التقليدي، المهرجان المغاربي للموسيقى الأندلسية، مهرجان أبالسة تين هينان بتمنراست، مهرجان الشعر الكلاسيكي ببسكرة. قال ميهوبي أن " إشكالاتنا مع المهرجانات هو أننا نسعى لإعادة ضبطها وفق التوقيت الزمني كل سنة أو سنتين، وطلبنا تقليص أيام المهرجان والتحكم في الإنفاق وميزانية المهرجانات وكشف ميهوبي عن تحويل مهرجانات من دولية إلى محلية ودمج بعضها الآخر ممن تتقاسم نفس الموضوع وضمنها تخصيص مهرجان دولي محمد العيد آل خليفة ربيع سنة 2017 . وأضاف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي الذي أعلن عن إجراء سلسلة من التغييرات على رأس محافظي المهرجانات الثقافية ومنع إطارات الوزارة من ترأس أي مهرجان، أنه وضاف ووانهبموجب الخريطة الجديدة للمهرجانات تم إعطاء الأولوية للمهرجانات الدولية و الإبقاء عليها كلها و التي سيكون لها دور في الدفاع عن صورة الجزائر في الخارج والترويج للثقافة والتنوع الثقافي في الجزائر مع تقليص ميزانيتها أما الباقي فهي فعاليات ثقافية تتم على المستوى الوطني المحلي وأشار ميهوبي أنه عمل من خلال الخارطة الجديدة للمهرجانات على الحفاظ على التوازنات الثقافية من مسرح وسينما وكتاب وتراث وفن تشكيلي وغيرها . وهدد وزير الثقافة مسيري المهرجانات التقيد بالميزانية وعدم تجاوز الميزانية المحددة للمهرجان لأن أي تجاوز قد يؤدي به إلى فصله عن منصبه باعتباره ملزما بدفتر الشروط وعدم تجاوز الميزانية المخصصة وقال " وجدنا أنفسنا نعالج سوء التسيير ولا نقبل التسيب في القطاع " مضيفا " أي محافظ مهرجان يخطأ في الحساب لن يجد نفسه في الدورة المقبلة ومن يجد نفسه قادرا على المسؤولية فما عليه سوى الإنسحاب " موضحا أن سوء تسيير المهرجانات هو ما غذى وشجع فكرة المواطنين النظر بسلبية للمهرجانات واعتبارها تبديد للمال العام ، لأن الهدف تحقيق الجدوى بتكلفة أقل وبجدوى وتطرق ميهوبي إلى ضرورة تقليص عدد المشاركين في المهرجانات وتنويع الأسماء المشاركة وتجاوز القائمة الواحدة التي تتكرر في مكل مهرجان لخدمة صورة الجزائر وليس بعض ممن يتم دعوتهم الذين يسيئون بعدها لصورة الجزائرحيث كشف عن وضع قائمة سوداء ممنوعة من المشاركة في مختلف المهرجانات التي تنظمها الجزائر وقال ميهوبي أن بعد التعديل الدستوري الأخير منحت الثقافة مكانة قوية ويترتب عنها تقديم ثقافة ذات نوعية وليس من الضروري أن تكون بتكلفة كبيرة وبميزانية ضخمة مؤكدا أن الثقافة الأمازيغية لها نصيبها ضمن خارطة المهرجانات المعلنة كما أنه لم يتم إقصاء الفنانين الجزائريين بل العكس يتم برمجتهم ضمن نشاطات التي تنظمها العديد من المؤسسات ضمنها الديوان الوطني للثقافة والإعلام وأعلن ميهوبي أنه لن يتم تنظيم هذه السنة فعاليات ثقافية وفنية بالمتحف الوطني الباردو بسبب رفض سكان الحي مع ضرورة تبني البعد التجاري للمنتوج الثقافي وقال وزير الثقافة انه سيتم محاربة "ثقافة الريع" خاصة في التظاهرات الثقافية الكبرى التي كثيرا ما تفضل الكم عن النوع و يأتي المنتوج الثقافي غير متكافئ ما مع ما انفق من دعم مالي وأشار في سياق أخر إلى أن القطاع يعمل حاليا على مراجعة كل القوانين حتى تتكيف مع مستجدات الحياة الثقافية كما دعا رجال الأعمال والقطاع الخاص الإستثمار في الإنتاج الثقافي وليس الإعتماد على الدولة فقط.