كيف كانت بدايتك مع الصحافة؟ أول من اكتشفني ووجهني إلى هذا التخصص كان الصحفي الراحل رقيق علاء الدين، الذي كان رئيس تحرير القسم الثقافي لمجلة "المجاهد الأسبوعي"، وكنت وقتها أدرس في الثانوية وكان ينشر كتاباتي، فهو الذي نصحني بأن أدرس في كلية الصحافة لأفجر موهبتي وهذا ما حدث بالفعل، ورغم أنني كنت لا أزال شابا صغيرا، إلا أن الوسط الفني احتضنني بنجومه الكبيرة. أما فيما يخص الممثلين، فقد اشتغلت مع باقة جد متنوعة بين الوجوه المحلية والعربية أذكر منهم، حسن الحسني ووردية ومحمد ونيش ورويشد وكلثوم رحمة الله عليهم جميعا، إضافة إلى نجوم أخرى مثل عادل إمام، نبيلة عبيد، يونس شلبي، سعيد صالح، يوسف شعبان، وسميحة أيوب والقائمة طويلة، لذلك أعتبر نفسي محظوظا لأنني احتككت بأسماء كبيرة من الساحة الفنية في الجزائر والوطن العربي. ما هي أجمل الذكريات الفنية التي ما تزال تتذكرها ؟ من الذكريات التي لا أنساها، أني اشتغلت مع عمالقة الفن في الجزائر والوطن العربى، حيث كنت مولعا بالصحافة الفنية منذ صغري وكنت أتابع مجلة "الموعد" الفنية اللبنانية وكنت أقرأ كل ما يكتبه صاحب مجلة "عيد البديع سربية" الذي يملك قلما رائعا وشبكة قوية من العلاقات مع النجوم العرب، كما كنت أتابع وعن كثب كل ما كان يكتبه حتى أصبحت أحلم أن أصبح مثله محاورا للنجوم وصديقهم. تفتقد الساحة الإعلامية في الجزائر لإعلاميين مختصين في الفن، إلى ما يعود ذلك، حسب تقديرك؟ افتقارنا للإعلاميين المتخصصين في الصحافة الفنية أربطه بالتطور التكنولوجي الذي نعيشه في هذا العصر، حيث أن الجمهور لم يعد ينتظر الصحافة لتأتيه بالجديد، بل أصبح يتواصل معهم مباشرة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي مباشرة، ناهيك عن تلك المواقع التي تقدم له الصور والفيديوهات التي يبحث عنها، فنحن نعيش في زمن بإمكان أي معجب أن يتصل بالفنان و يحتويه، لكن تظل الصحافة الفنية مهمة لتقييم الأعمال ونقل الأخبار الفنية كما وقعت تحديدا لا كما يرويها النجوم الذين ينشرون صورهم أمام الناس حتى لو كان ما ينشر غير حقيقي في الواقع، والصحافة الفنية تخدم الفنان في أغلب الأحيان، خاصة عندما تكون من جرائد ذات مصداقية مثل "صوت الأحرار" و "الخبر" و "الشروق"، ففي كثير من الأحيان ساهمت الصحف في نقل انشغالات الفنانين للجهات المعنية، فعلى سبيل المثال التقيت في يوم من الايام بالمطربة الكبيرة الراحلة وردة الجزائرية بيتها بالقاهرة وقت الإرهاب وعبرت لي عن استعدادها للغناء في الجزائر رغم خطر الموت، وبعد قيامي معها بحوار تلقاه مسؤولون ووجهت لها بعد ذلك دعوة الغناء و كنت بذلك سببا في عودتها إلى الجزائر بعد طول انقطاع. كيف تقيم تجربتك مع جريدة صوت الأحرار؟ تجربتي في صوت الأحرار لها طعم مختلف كوني اشتغل بجريدة تطالعها النخبة، والكتابة للنخبة تختلف تماما عن الكتابة في الصحافة الفنية الشعبية أو ما يطلق عليها الصحافة الصفراء الواسعة الانتشار، وأنا اشتغلت في كلا اللونين و أعتز بكل التجارب و من ضمنها العمل في الإمارات العربية المتحدة، حيث عينت رئيس تحرير مجلة أهل الطرب بابو ظبي لكن لم أواصل العمل هناك أكثر من سنة بسبب والدتي التي لم تصبر على بعدي وسبب لها هذا انهيارا نفسيا. ما سرعلاقتك الجميلة بكوكبة من الفنانين المعروفين؟ العلاقة الجميلة التي نشأت بيني وبين الفنانين الجزائريين مبنية أساسا على الحب، فأنا في حياتي لم أفضل فنانا عربيا أو أجنبيا على الفنان الجزائري، فالفنان إنسان رقيق وشفاف ولابد أن تؤثر فيه أي لمسة حب من أبناء وطنه من الصحافيين والإعلاميين. كيف تقيم الساحة الفنية في بلادنا؟ الساحة الفنية عندنا انعكاس لما يحدث في العالم من تردي وانهيار، لكن مع تأسيس قانون الفنان وتسليم بطاقات الاعتماد و تبوأ المثقف المبدع عزالدين ميهوبي لوزارة الثقافة لابد أن تتم الغربلة وأن ينتصر الفن الجيد في النهاية. لو لم تكن صحفيا ماذا كنت ستختار أن تكون؟ لو لم أكن صحفيا لحققت أمنية والدي وأصبحت دبلوماسيا، فقد شجعني بعد الحصول على البكالوريا للالتحاق بمدرسة الإدارة والتي درست فيها بالفعل، لكن حبي لمهنة الصحافة هو الذي تغلب في النهاية، ولم أندم على هذا الاختيار أبدا.