أثبت حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذي يقوده سعيد سعدي عجزه وإفلاس سياسته داخليا فراح يستقوي بالقوى الغربية بغرض إيجاد مكان له في الساحة السياسية الوطنية بعدما أصبح منبوذا شعبيا و سياسيا، وقد فضحت محاولاته للتقرب والتودد إلى العواصم وثائق موقع »ويكيليكس«. في وقت تحقق حركة المعارضة في عديد من البلدان مكاسب معتمدة في ذلك على النضال السياسي، لم يجد »الأرسيدي« من طريق سوى رفع تقارير مغلوطة إلى مسؤولي القوى الغربية للتقرب منهم، متوّهما أنها ستساعده على سرق مكان له في الساحة السياسية الوطنية. لم يكن زعيم »الأرسيدي« يتوقع أن وشايته الكاذبة للخارج ستخرج للعلن وهو ما وثقه موقع »ويكيليكس« لصاحبه جوليان أسانج، حيث تبين من الوثائق المنشورة إلى أنه كان يتردد على السفارات الأجنبية لطلب ود الزعماء الكبار في العالم على غرار فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية، لتنطلي المصيدة عليه وبعد أن كان يراهن على الدول الأجنبية وجعل عواصمها منابر لممارسة معارضته هاهو اليوم يركب موجة الاحتجاجات داخليا لعل وعسى أن يعود إلى المكان المفروض أن يكون فيه. يبدو أن »الأرسيدي« لم يتعض بعد من الفشل السياسي الذي لحق به منذ سنوات وبدل أن يقرأ قراءة متأنية للظروف التي عاشتها الجارة تونس ومقارنه ما جرى فيها وفي الداخل وطرح بدائل ملموسة لامتصاص مشاكل الشبيبة المتمثلة في البطالة والسكن هرول إلى تنظيم مسيرة شعبية لإثارة البلبلة والفوضى داخل البلاد محاولا بذلك تحقيق صدى إعلامي ليس إلا. لقد بيّن حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية أنه حزب بلا مبادئ بدليل أنه كان يشيد بحكم حزب التجمع الدستوري الديمقراطي برئاسة زين العابدين بن علي الذي يتبنى العلمانية، وبمجرد سقوط حكمه عن طريق انتفاضة شعبية يستعد الأرسيدي بقيادة سعيد سعدي هذا السبت تنظيم مسيرة يحاول فيه استغلال احتجاجات بعض الشباب على أوضاعه الاجتماعية . رغم أن الشباب الجزائري ينتفض في بعض الأحيان احتجاجا على أوضاعه المعيشية وهو حق مشروع إلا أنه لن يغفر أبدا لسعيد سعدي الذي شكك في عدد الشهداء الأبرار وإهانة العلم الوطني وأمثاله الذين يحاولون بشتى الطرق تشويه صورة بلاده في الخارج والوشاية لدوائر أجنبية همها الوحيد هو زعزعة استقرار وأمن البلاد.