كشف الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي، العميد أحمد المسماري، في تصريحات ل"الشرق الأوسط"، أن المحادثات التي أجريت في القاهرة بين ممثلين عن الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر وممثلين عن حكومة الوفاق، توصلت إلى اتفاق تام بين الفرقاء الليبيين سيعلن قريبا، وأشار المسماري، وفق ما ذكرته قناة "العربية"، إلى أن معظم نقاط الخلاف انتهت تقريباً، وأن الأطراف توصلت إلى اتفاق حول منصب وزير الدفاع في الفترة المقبلة، حيث من المتوقع ضم وزارة الدفاع والقيادة العامة من دون إلغاء المنصب كلياً. وكان أحد الضباط المشاركين في اجتماعات القاهرة العميد سالم جحا، قد كشف في تصريحات لقناة ليبيا أن المجتمعين توصلوا إلى هيكل تنظيمي مكتمل يشتمل على مستويات القيادة ويضمن توزيع السلطات، وأنه سيتم إنشاء مجلس للقيادة العامة للجيش يتكون من القائد العام، ورئيس الأركان العامة كنائب له، بينما سيكون مجلسا الدفاع والأمن القومي بمثابة الأجسام القيادية العليا برئاسة رئيس الدولة. واختتم كبار الضباط الليبيين، يوم الخميس، اجتماعات توحيد الجيش الليبي، وتشكيل القيادة العامة، التي عقدت في القاهرة، برعاية اللجنة المصرية المعنية في ليبيا، برئاسة اللواء محمد الكشكشي، مساعد وزير الدفاع المصري. وناشد الضباط في البيان الختامي، حسب ما جاء في تقرير لجريدة "الدستور" المصرية، أبناء الشعب الليبي، بدعم توافقهم، وعدم الانجرار وراء مساعي أي طرف لتقويض الجهد الداعم لتوحيد المؤسسة العسكرية، بما يساهم في الإسراع من وتيرة الاستقرار. واتفق المجتمعون على معاودة اللقاء في القاهرة مرة أخرى لاستكمال التشاور حول الخطوات الإجرائية المطلوبة بعد العودة للوطن، لطرح ما تم إنجازه خلال هذه الجولة، والتصديق على تنفيذ المقترحات التي توصلت إليها اللجان لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية. وجدد العسكريون الليبيون التأكيد على الثوابت الوطنية، ودارت مناقشاتهم التفصيلية حول مختلف الأفكار والحلول لتدشين مرحلة جديدة لمسيرة توحيد المؤسسة العسكرية، وتم تشكيل مجموعة من اللجان الفنية التخصصية، لبحث آليات توحيد المؤسسة، ودراسة الشواغل التي تدعم تحقيق هذا المسار. وطالبوا المؤسسات الإعلامية الوطنية بتحمل مسئولياتها المهنية لدعم هذا المسار، وتجنيب المؤسسة العسكرية أهواء التجاذبات السياسية، باعتبار الإعلام الوطني الواعي أداة إضافية لخلق توافق واسع لدى العسكريين للوصول إلى الهدف المبتغى للدفاع عن تراب ليبيا وثوابت الدولة الوطنية. من جهته، أعلن المتحدث العسكرى، العقيد تامر الرفاعى، في بيان له، أن القادة العسكريين الليبيين اختاروا القاهرة لتكون نقطة البدء في تأسيس الجيش الليبي، مضيفًا "استقبلت اللجنة المصرية المعنية بليبيا وفدًا من العسكريين الليبيين في الفترة من 29 أكتوبر إلى 2 نوفمبر الجاري بالقاهرة". وذكر المتحدث، أن محاور تلك النقاشات دارت حول موضوعات تتعلق بطبيعة العلاقة بين السلطة المدنية والمؤسسة العسكرية، وكذا عملية إعادة هيكلة وتنظيم المؤسسة العسكرية. في السياق ذاته، ذكر تقرير روسي، أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها ليبيا أثبتت أن المشير خليفة حفتر، القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية، هو الوحيد الذي يمكنه وضع حد للإرهاب في ليبيا، ليبدأ حكم موحد للدولة، معتبرًا عملية الكرامة التي بدأها المشير الليبي تمثل معلمًا مهمًا لتسوية سياسية أيضًا. وذكر التقرير الذي جاء تحت عنوان "هل يستطيع خليفة حفتر هزيمة الإرهاب في ليبيا"، ونشره موقع الأبحاث الروسى "أورسيا ريفيو"، أن الأحداث الأخيرة تظهر أن حفتر أصبح قائدًا وطنيًا قادرًا على توحيد الشعب الليبي في الحرب ضد الإرهاب، خاصة أنه اليوم تخضع أكثر من نصف أراضى البلاد لسيطرة الجيش الوطني الليبي الذي يتولى قيادته.