قرر رئيس مجلس إدارة »أوراسكوم تليكوم« المصرية، تأجيل دعوى التحكيم الدولي من أجل الاعتراض على إعادة تقييم أصول فرع شركته بالجزائر جيزي، مفضلا في هذا الصدد حل القضية وديا بعد إكمال عملية بيع أصول ويند تليكوم الشركة الأم ل »أوراسكوم تليكوم« إلى شركة تشغيل الهاتف النقال »فيمبلكوم« الروسية. نقلت أمس، صحيفة »المال« المصرية قول رئيس مجلس إدارة »أوراسكوم تليكوم« المصرية نجيب ساويرس، أن الشركة قررت تأجيل دعوى التحكيم الدولي ضد الحكومة بشأن فرعها »جيزي« بالجزائر، حيث أشار المصدر إلى أن رجل الأعمال المصري يعتقد أنه سيتم التوصل إلى حل ودي للفصل في القضية، حيث يأتي قرار استجابة لرغبة الشركة الروسية »فيمبلكوم« للهاتف النقال المالك الجديد لشركة أوراسكوم تليكوم القابضة. كما أن قرار عدم اتخاذ أي خطوات فعلية فيما يتعلق بدعوى التحكيم الدولي ضد الجزائر، يأتي على خلفية التهدئة في العلاقات بين الجزائر ومصر بعد أكثر من عامين من التوتر الدبلوماسي، خاصة وأن الوزير الأول أحمد أويحيى قد تحدث في اتصال هاتفي مع نظيره المصري أحمد عبد العزيز عصام شرف، وشدد الطرفان على أهمية تعزيز علاقات طويلة الأمد بين الحكومتين من خلال تعزيز التبادلات والتعاون بين البلدين في جميع المجالات. وكانت شركة » أوراسكوم« قد نشرت مؤخرا بيانا تشير فيه إلى تحسين مركز الشركة في التفاوض مع الجزائر بخصوص جازي، بعد اندماجها مع فيمبلكوم الروسية، وزيادة رأسمالها، إلى 2.35 مليار دولار، وتقسيم نفسها إلى شركتين هما »أوراسكوم« و»أوراسكوم للاتصالات«. ومن جهة أخرى، كانت قد حددت الحكومة تاريخ نهاية شهر ماي لإتمام عملية تقييم فرع »جازي« وذلك من قبل المستشارين الذين عينتهم الجزائر في جانفي الفارط لدى شركة المحاماة »شيرمان أند سترلنج«، حيث أكدت أنها ستؤمم »جازي« بعد خلاف مع أوراسكوم تليكوم بشأن مطالبات ضرائب متأخرة بمئات الملايين من الدولارات وبشأن ملكية الفرع، وأدت حالة عدم اليقين بشأن الفترة التي سيستغرقها التأميم والمبلغ الذي ستدفعه الجزائر لشراء الوحدة إلى عرقلة صفقة بمليارات الدولارات تشتري بموجبها فيمبلكوم الروسية أصول أوراسكوم. وقد بدأت الشركة عملها بداية شهر مارس الفارط، حيث ستستغرق عملية التقييم ثلاثة أشهر، لتبدأ بعد ذلك المحادثات بين الطرفين، ومن جهتها هددت أوراسكوم آنذاك باللجوء إلى التحكيم الدولي ما لم تتم تسوية خلافها مع الجزائر بشأن جازي .