أكد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية أن المذكرة التي أرسلها المجلس الانتقالي الليبي إلى الجامعة العربية والتي ادّعى فيها أن الجزائر تقدم المساعدة لنظام القذافي باطلة وغير معترف بها، ذلك أن هذا المجلس لا يحظى بأي تمثيل في الجامعة العربية، وأنه لن ينجح في ممارسة أي ضغوط على الجزائر. واعتبر المتحدث أن هذه الخطة محاولة للضغط على الجزائر حتى تقوم بمساندة جهة ما داخل ليبيا، واتهم المصدر جمعية »رشاد« المقربة من الحزب المحل بالتعاون مع ما يسمى بالمجلس الانتقالي الليبي ضد الجزائر. مسؤول وزارة الخارجية الذي كان يتحدث في اتصال هاتفي أجراه أمس مع »صوت الأحرار« أكد أن الخطوة التي قام بها المجلس الانتقالي الليبي بإرساله مذكرة تتهم الجزائر بدعم نظام القذافي إلى الجامعة العربية باطلة وغير معترف بها، موضحا أن الجامعة العربية قد قامت بتعليق عضوية ليبيا عقب الأحداث التي شهدتها مؤخرا، كما أن المجلس الانتقالي الليبي لا يتمتع بأية شرعية داخل هذه الهيئة، وليس له من يمثله، غير أن هذا الأخير قد قدم ورقة بهذا الخصوص سمّاها »مذكرة دولة« أو »سفارة«، وهي غير معترف بها لأنها تقوم على أساس باطل. وذهب مسؤول وزارة الشؤون الخارجية إلى أبعد من ذلك، عندما اتهم جمعية »رشاد« المقرّبة من الحزب المحل والتي تتخذ من جنيف بسويسرا مقرا لها بدعم مساعي المجلس الانتقالي الليبي، ومساعدته في توجيه أصابع الاتهام إلى الجزائر، ومما يؤكد تورط هذه الجماعة، أي جمعية رشاد، في محاولات الزج بالجزائر في هذه الأزمة، هو تواجد أعضاء هذه الجمعية خفي مدينة بنغازي الليبية، »هناك جماعة أخرى من الجزائريين من جمعية رشاد بجنيف مقربون من الحزب المحل موجودون في بنغازي ويقومون بهذه البروباغاندا لخدمة مصالحهم المشتركة مع المجلس الانتقالي الليبي«، ذلك أن لهم حسابات يريدون تصفيتهامع الجزائر. وبعد أن جدّد موقف الجزائر الرافض لأي تدخل أجنبي في ليبيا، أكد مسؤول وزارة الخارجية أن الجزائر قد كذّبت عشرات المرات مثل هذه الادعاءات غير أن المجلس الانتقالي الليبي يحاول جاهدا من أجل الزج بها في الأزمة الليبية لتأييد جهة على حساب الأخرى، خاصة وأن المعارضة الليبية قد وقعت في حرج بعد أن كشفت الجزائر عن وجود أسلحة وعناصر من تنظيم القاعدة على الأراضي الليبية، وقال المتحدث »لا يمكن بأي حال من الأحوال ممارسة أية ضغوط على الجزائر بهذا الخصوص«. وكانت مصادر إعلامية، أكدت، أمس، أن المجلس الانتقالي الوطني الليبي أرسل مذكرة يوم الأحد الفارط إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمر موسى، عبر سفير المجلس الليبي وممثله بمصر، عبد المنعم هوني، تتعلق باتهام الجزائر بدعم نظام العقيد معمر القذافي. وقد طالب المجلس الليبي من عمر موسى إجراء اتصالات وتكليف لجنة تحقيق حول ما أسماه ببعض الخروقات المشبوهة التي قام بها سلاح الجو الجزائري والخطوط الجوية الجزائرية لنقل معدات عسكرية، أسلحة ومرتزقة لنظام القذافي. وقالت مصادر ليبية، إن هذه المذكرة قد تم تقديمها قبل اجتماع محتمل لوزراء الخارجية العرب الأسبوع المقبل، حتى يتسنى لها التحقيق في الشكوى، خاصة أنهم قدموا في مذكرتهم التي تم إرسالها للجامعة العربية مزاعم قدمتها منظمة التضامن الليبية لحقوق الإنسان، بشأن ما أسمته برحلات مشبوهة لطيران سلاح الجو الجزائري في مطارات ليبية، مدعية أن الرحلات التي قامت بها طائرات سلاح الجو الجزائري، لا تحمل أرقاماً للرحلات.