منعت قوات الأمن مسيرة غير مرخصة للطلبة، كان يفترض أن تنطلق من ساحة البريد المركزي إلى قصر الحكومة، حيث سدت قوات مكافحة الشغب التي انتشرت عبر كل المنافذ المؤدية من وإلى الجامعة المركزية، مما حول المسيرة إلى اعتصام أمام المدخل الرئيسي للحرم الجامعي، وقد تعرض أحد الطلبة لحادث خطير بآلة حادة على مستوى العنق اختلفت الروايات في تحديد مصدره. تجمع مئات الطلبة، أمس، أمام المدخل الرئيسي لجامعة يوسف بن خدة بقلب العاصمة، بعد أن منعتهم قوات الأمن التي طوقت محيط الجامعة وساحة البريد المركزي، وسدت كل المنافذ المؤدية نحو قصر الحكومة والطريق المؤدي إلى المرادية على مستوى شارع ديدوش مراد، كما عملت قوات الأمن على فصل طلبة الجامعة المركزية عن الطلبة المعتصمين خارج أسوار الجامعة من خلال إغلاق الباب الرئيسي للجامعة. وقد حاول الطلبة السير واختراق الطوق الأمني، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل نتيجة التواجد الكثيف لقوات مكافحة الشغب، وردد المتظاهرون شعارات تطالب بإصلاح الجامعة، إلا أن أغلب الهتافات كانت ذات طابع سياسي وليس بيداغوجي، حيث ارتفعت منادية بالتغيير والمزيد من الحريات، كما نعت الطلبة المتجمهرون الحكومة بشتى الأوصاف، والملاحظ أن تلك النعوت نفسها ترفعها بعض الأحزاب السياسية في تحركاتها الميدانية. ويعتقد العديد من الطلبة المشاركين في المسيرة المجهضة أن الشعارات ذات المدلول السياسي المرفوعة، توحي أن أزمة الجامعة هي أزمة البلد ولا يمكن فصلها عن الحراك السياسي والاجتماعي الذي يشهده، على حد تعبير أحد الطلبة. ورغم تضييق الخناق الأمني على جموع الطلبة الذين حاولوا تجاوز الطوق الأمني، إلا أن قوات الأمن لم تستعمل العنف ضد المحتجين وتعاملت بحكمة وصبر على استفزازات الطلبة الذين وصفوا الشرطة بصفات غير لائقة في بعض الأحيان. طالب يتعرض لإصابة خطيرة على مستوى العنق في خضم الكر والفر الذي ميز محاولات الطلبة تجاوز الطوق الأمني، تعرض أحد المتظاهرين وهو طالب، إلى الجرح بآلة حادة على مستوى العنق نقل على إثرها إلى المستشفى، مما خلق حالة من الارتباك والهيجان في أوساط الطلبة، ولم نتمكن من التعرف على مصدر الإصابة الخطيرة التي تعرض لها الطالب في ظل تعدد الروايات واختلافها، فالطلبة لهم رواياتهم للحادثة الأليمة والمصالح الأمنية لها رواياتها أيضا، لكن حتى الشهود العيان الذين كانوا في موقع الحادث لهم روايات وبين هذا وذاك تبقى الحقيقة غائبة، ومن المفترض أن يكشف تحقيق مصالح الأمن عن كيفية وقوع الحادثة.