أكد العقيد المتقاعد بن عمر بن جانة، أمس، أن الجزائر ليست في منأى عن الأحداث التي تشهدها بعض بلدان منطقة المغرب العربي وعلى رأسها ليبيا وتونس، داعيا إلى ضرورة الاهتمام بتطوير آليات الأمن والدفاع الوطني. أوضح العقيد المتقاعد بن عمر بن جانة، أمس، خلال تقديمه محاضرة حول»ا لعولمة والأمن الوطني« بمركز البحوث الإستراتيجية والأمنية تحت إشراف الدكتور محند برقوق، أن الجزائر ليست في منأى عن التهديدات الأمنية وهذا لما تتمتع به من حضور دولي كبير في منطقة شمال إفريقيا، وهو حضور فرضته الخصائص الجيو إستراتيجية التي تتمتع بها الجزائر من موقع جغرافي مميز ومساحة واسعة وقاعدة صناعية متطورة، وهو ما انعكس على مكانتها إقليميا ودوليا. واعتبر المتحدث أن الأزمة التي تشهدها كل من ليبيا وتونس من شأنها أن تشكل تهديدا على أمن واستقرار الجزائر، فالحدود الجزائرية الليبية مثلا والتي تمتد على مسافة تصل إلى 950 كلم تفرض على الجزائر تعزيز تواجدها على طول هذه المسافة لحماية حدودها، ومن جهة أخرى، فإن الحالة الأمنية في منطقة الساحل لها تأثيرها على الأمن الوطني أيضا بالنظر إلى أن هذه المنطقة تعتبر ذات اهتمام دولي كما قال. وعلى غرار الأخطار الخارجية التي تهدد الأمن والاستقرار الوطني، تحدث العقيد بن جانة عن بعض المشاكل الداخلية التي من شأنها أن تقوض الاستقرار الداخلي وهي في مجملها مشاكل اجتماعية واقتصادية وسياسية، كالفقر والبطالة ونقص الاتصال...وغيرها، وعليه دعا إلى وضع إستراتيجية طويلة المدى من أجل الحفاظ على الأمن الوطني، وتقوم هذه الإستراتيجية على مكافحة الآفات الاجتماعية، وفتح مجال حرية التعبيرومكافحة الرشوة والفساد، إلى جانب تعزيز آليات الأمن الوطني مع مراعاة أن تقوم على احترام المعاهدات والقوانين الدولية. أما من الناحية الاقتصادية، فقد ركز المتحدث على أهمية العناية بتطوير قطاع الفلاحة من أجل توفير الأمن الغذائي، كما دعا العقيد بن جانة إلى الاستعداد لمواجهة الأزمات على اختلاف أنواعها ولاسيما الطبيعية منها. وخلال المناقشة، ركز الحضور الذين كان بينهم وزير الثقافة الأسبق كمال بوشامة، وسي مخلوف رئيس جبهة 8 ماي 1945 وطلبة ماستر من عدة تخصصات، على أهمية تربية النشء وتعليمهم مبادئ الديمقراطية أن ثنائية التعليم والديمقراطية ضرورية لضمان الأمن الوطني، فيما أشار الدكتور محند برقوق إلى أن النقاشات الفكرية حول الأمن الوطني تعتبر قليلة جدا، غير أن هناك محاولات منذ عامين تقريبا لتكوين جيل متخصص في هذا المجال.