يشتكي العديد من تجار التجزئة بالعاصمة من ندرة حادة في مادة السميد، بحيث لم يتمكن هؤلاء من تجديد مخزونهم بسبب نقص هذه المادة على مستوى تجار الجملة بحيث لم يعد يتوفر إلا نوع واحد من أصل ستة أنواع كانت معروضة في السوق وهو ما أدى إلى ارتفاع الأسعار من 1050 دج إلى 1150 دج لكيس 25 كلغ، وأرجع بعض التُجار الذين تحدثوا إلينا السبب إلى ما أسموه »لجوء أشخاص ليس لهم أي علاقة بالتجارة إلى شراء هذه المادة من أسواق الجملة والتجزئة على حد السواء ثم تهريبها إلى الحدود الشرقية لبيعها«. كما كان متوقعا بلغت الندرة التي مست مادة السميد منذ حوالي ثلاثة أشهر ولايات شرق البلاد، تجار الجملة والتجزئة بولاية الجزائر العاصمة بالرغم من التصريحات الرسمية المتتالية لمسؤولي وزارة الفلاحة والتنمية الريفية ووزارة التجارة وكذا مسؤولي الديوان الجزائري المهني للحبوب التي تتضمن التأكيد على أن مخزون الجزائر من القمح الصلب كاف لتغطية الاحتياجات الوطنية وأنه تم رفع كميات القمح اللين الموزع على المطاحن ومنه فالمُشكل لن يتعدى حدود ولايات الشرق سيما بعد قيام الديوان المهني للحبوب بنقل فائض إنتاج السميد، من منطقة غرب البلاد إلى مناطق الوسط والشرق. في هذا السياق، أكد لنا العديد من تُجار التجزئة الذين تحدثوا إلينا بكل من مناطق الشراقة، أولاد فايت، بئر توتة ، الدويرة، باب الوادي، بئر مراد رايس، عين النعجة..أنهم لم يتمكنوا من تجديد مخزونهم من السميد بسبب عدم توفر هذه المادة على مستوى تُجار الجملة، فبعدما كانت ستة أنواع من السميد متوفرة في السوق لا يُوجد حاليا، يقول أحد الباعة، إلا نوع واحد غير مطلوب من قبل الزبائن، وهي ندرة بدأت، يُضيف بقوله، منذ حوالي شهرين وبلغت حدتها خلال الأسبوع المنصرم، وهو ما تسبب في ارتفاع الأسعار من 900 دج إلى 980 دج لكيس 25 كلغ كمرحلة أولى ثم إلى 1050 دج ثم إلى 1100 دج ليصل حاليا إلى 1150 دج بسوق الجملة. ولا يستبعد جل الذين تحدثوا إلينا، أن ينفد المخزون الذي لا يزال متوفرا لدى بعض التجار خلال الأيام القليلة الجارية في حال عدم توفيره من قبل السلطات المعنية مرجعين السبب إلى ما أسموه لجوء دخلاء على المهنة إلى شراء هذه المادة من أسواق الجملة وحتى من محلات التجزئة لنقلها إلى الحدود الشرقية بهدف بيعها هناك بأسعار خيالية. وذهب أحد الباعة إلى القول »لقد جاءني أحد الأشخاص منذ فترة وطلب أخذ كامل الكمية المُتوفرة لدي وحتى لدى بعض التجار الذين أعرفهم بسعر أعلى من السعر العادي«، موضحا أن نفس الشيء حدث مع بعض التجار الذين يتعامل معهم، وواصل »لقد ذهبت عدة مرات إلى سوق الجملة من أجل اقتناء السميد لكنني لم أجده«. وتأتي هذه المستجدات بعدما كان مُشكل ندرة هذه المادة طُُرح منذ حوالي شهرين بشكل حاد على مستوى ولايات الشرق الجزائري، وهو ما جعل السلطات الرسمية تُؤكد عدة مرات توفر الجزائر على مخزون كاف من القمح الصلب لتغطية الاحتياجات الوطنية، وبرر وزير التجارة مصطفى بن بادة ارتفاع السعر بما أسماه »عمليات التهريب نحو تونس وليبيا«. تجدر الإشارة أن الديوان الجزائري المهني للحبوب، كان شرع شهر جانفي الماضي في عملية رفع كميات القمح اللين الموزع على المطاحن تطبيقا للإجراءات التي تبنتها الحكومة للحد من أزمة ندرة مادة الفرينة التي كانت شهدتها بعض مدن الوطن كما تم رفع حصص المحولين من القمح اللين المدعوم من 50 إلى 60 بالمائة من إجمالي إنتاج كل مطحنة.