دعا المغني القبائلي الذي يسمي نفسه »رئيس الحكومة القبائلية المؤقتة« فرحات مهني كافة أمازيغ منطقة شمال إفريقيا إلى إقامة دول أمازيغية ترتكز على نظام الحكم الذاتي على غرار الطرح الذي يقدمه المغرب لإقامة دولة صحراوية، معتبرا أن هذا الطرح من شأنه أن يغير ملامح المنطقة بكاملها، واعتبر فرحات مهني أن ما تشهده منطقة شمال إفريقيا من أحداث لن يؤدي إلى إحداث التغيير الذي ينشده البربر والمتمثل حسبه في إقامة »دولة أمازيغية«. في خرجة جديدة من خرجات المغني القبائلي فرحات مهني، نقل موقع »تامورث إنفو«، أمس، نص الكلمة التي ألقاها زعيم ما يعرف ب»الحركة من أجل الاستقلال الذاتي لمنطقة القبائل« في ميلان حول مستقبل البربر في منطقة شمال إفريقيا، والتي انتقل فيها من الحديث عن إقامة دولة قبائلية إلى الدعوة إلى أقامة عدة دول للأمازيغ في المنطقة، متناسيا فشله في إقامة دولته المزعومة رغم مساعيه الحثيثة. وذهب مهني أبعد من ذلك عندما تحدث عن مدى إعجابه بالطرح المغربي الداعي إلى إقامة دولة حكم ذاتي في المنطقة، كحل لمشكل الصحراء الغربية، معتبرا إياه خطوة أولى لإعادة رسم ملامح المنطقة وإرساء تلاحم ووحدة أكثر فعالية، وقال مهني:»في الوقت الحالي، الحكم الذاتي الإقليمي يعتبر أفضل طريق ل » تحرير هذا الشعب«، واعتبر زعيم »الماك« أنه ومن خلال تطبيق هذا الطرح، فلن يكون للصراع بين الجزائر والمغرب حول الصحراء الغربية أي سبب، ولن يستعمل التوارق في الجزائر وليبيا والنيجر ومالي الأسلحة للدفاع عن حقوقهم الشرعية، وسيتمكنون من التجمع في فضاءهم الخاص بهم و الذي تم تقسيمه إلى 6 دول. وقد اعتبر المتحدث خلال هذه المداخلة أن الأحداث والثورات التي تشهدها بلدان منطقة شمال إفريقيا لن تغير شيئا من وضع ما أسماه ب»الشعب الأمازيغي في المنطقة« موضحا أنه ينبغي على الشعوب الأمازيغية أن تركز على تحقيق مشاريعها السياسية الخاصة في كل من الجزائر، وتونس والمغرب وليبيا ومالي والنيجر، وقال في هذا الصدد:»إنهم يعتقدون أنهم قادرون على إقامة الإمبراطورية الأمازيغية وإعادة إنشاء مملكة ماسينيسا من جديد،في وقت لا يستطيع فيه كل واحد منهم إقامة مشروعه الخاص«. واعتبر فرحات مهني المنبوذ حتى من طرف القبائل بسبب أفكاره التي تدعو إلى فصل منطقة القبائل عن الجزائر من خلال منحها الحكم الذاتي أن الأمازيغ ليسوا متقاربين بما يكفي وأن هناك حدودا بين دول منطقة شمال أفريقيا تمنع اتحادهم، مشيرا إلى أن الحكم الذاتي الإقليمي يعتبر أفضل طريق ل» تحرير« هذا الشعب، ويسعى فرحات مهني منذ سنوات طويلة إلى تنفيذ مخططه الانفصالي وإنشاء دولة خاصة بمنطقة القبائل، غير أن ما يطرحه لا يلقى أي دعم سواء على الصعيد الوطني أو الدولي حيث فشلت كل مساعيه في إقناع المجتمع الدولي بضرورة تحقيق هذا المشروع الذي يبدو أنه لن يتحقق أبدا.