تحت شعار »السلام والتعاون والتنمية« افتتح الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزار باييف أمس، أشغال الدورة الثامنة والثلاثين لمجلس وزراء خارجية المؤتمر الإسلامي الذي ينعقد لأول مرة بأستانا عاصمة كازاخستان إحدى دول منطقة آسيا الوسطى الست التي نالت استقلالها عن الاتحاد السوفيتي السابق قبل عشرين عاما، وبمشاركة الجزائر التي يمثلها وزير ترقية الاستثمار حميد طمار. من أستانا بكازاخستان: الطاهر عمارة وفي كلمته بالمناسبة، أكد حميد طمار موقف الجزائر على أهمية التعاون الاقتصادي بين دول المنظمة، وأعرب عن دعمها لمواقف الدول الإسلامية في قضايا الأمن والنمو، وفي المقابل شدّد على موقف الجزائر الرافض للتدخل الأجنبي في ليبيا أو غيرها من الدول العربية. وفي تصريح ل »صوت الأحرار« على هامش الاجتماع لم يستبعد الوزير طمّار أن تكون الجزائر ضمن الاقتصاديات العشر الكبرى في العالم الإسلامي حسب مقترح الرئيس الكازاخستاني، وحول العلاقات الجزائرية الكازاخستانية قال طمّار إنها كانت شبه معدومة وهناك حاجة ماسّة للتعاون بين البلدين وفتح سفارة جزائرية في أستانا. وفي كلمته الافتتاحية دعا الرئيس الكازاخستاني باييف إلى تفعيل أنشطة المنظمة من أجل دعم السلم والأمن في بلدان العالم الإسلامي، مؤكدا أهمية النهضة العلمية والتكنولوجية والتعليمية والاقتصادية، كما ذكّر الوزراء والضيوف باقتراحه منذ فترة إقامة منتدى للحوار بين أكبر عشر اقتصاديات إسلامية. وقبل حضور الرئيس الكازاخستاني لإعطاء إشارة الانطلاق الرسمية، سلّم وزير خارجية طاجيكستان رئاسة المجلس لوزير خارجية كازاخستان، كما استمع الحاضرون إلى كلمات مختصرة من كل من ماليزيا ممثلة للدول الآسيوية وسلطة عمان عن الدول العربية وجمهورية الغابون نيابة عن المجموعة الأفريقية في منظمة المؤتمر الإسلامي. كلمة الأمين العام للمنظمة البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو حملت قدرا من المفاجأة برأي كثير من الحاضرين عندما رحّب بعبارات صريحة بالتحولات السياسية التي شهدتها كل من تونس ومصر، وإن جاء كلامه متحفظا بعض الشيء في الحديث عن باقي الدول العربية التي تشهد تطورات سياسية وعسكرية. الرئيس الجديد للدورة الحالية لمجلس وزراء المنظمة أعلن في ختام الجلسة الافتتاحية عن اسم المنظمة الجديد وهو »منظمة التعاون الإسلامي« بدل منظمة المؤتمر الإسلامي، كما عرض على الحاضرين شعار المنظمة الجديد الذي اشتمل على الكعبة والهلال والكرة الأرضية وجاء بسيطا مقارنة بالشعار القديم. وعلى طاولة جدول أعمال الوزراء قضايا كثيرة شائكة، على رأسها قضية القدس وتطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية إضافة إلى مسألة الجولان السوري المحتل واستمرار احتلال إسرائيل لجزء من الأراضي اللبنانية، كما يناقش الوزراء خلال الأيام الثلاثة للاجتماع قضايا راهنة في العراق وأفغانستان ودعم وحدة اليمن والتضامن مع جمهورية السودان، واشتملت الأجندة المشاكل السياسية التي ظلت تدرج على جداول أعمال اجتماعات المنظمة خلال العقود الماضية.