جدّدت الجزائر التأكيد على رغبتها في إقامة »علاقات نموذجية« وحسن الجوار مع المملكة المغربية، وهو ما عبّر عنه رئيس الجمهورية بوضوح في برقية تهنئة وجّهها أمس إلى نظيره العاهل محمد السادس بمناسبة الذكرى الثانية عشر لاعتلائه العرش، لكن الرئيس بوتفليقة لم يُشر لا من قريب ولا من بعيد إلى مسألة فتح الحدود بخلاف ما جاء في الخطاب الذي ألقاه أمس ملك المغرب. وقال رئيس الجمهورية في البرقية مخاطبا العاهل محمد السادس إنه »يُسعدني والشعب المغربي الشقيق يُخلد الذكرى الثانية عشر لاعتلائكم عرش أسلافكم الميامين أن أعرب لجلالتكم باسم الجزائر شعبا وحكومة، وباسمي الخاص، عن أحرّ التهاني وأصدق التمنيات متضرعا إلى الله سبحانه وتعالى أن يحفظكم ويُديم عليكم وعلى آل بيتكم الإشراف نعمة الصحة والسعادة وأن يمنّ على أبناء الشعب المغربي الشقيق بمزيد من الرقي والازدهار«. وكتب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في رسالته أيضا »في هذا المقام لا يسعني إلا أن أشيد بالنهضة التي يشهدها المغرب الشقيق في عهدكم، وبما واكبها من إنجازات ومكاسب عمت بخيراتها أبناء شعبكم الأبي«، دون أن يُخفي ثقته في أن »بلدكم سيواصل هذه الهبة الحضارية محققا المزيد من النجاحات في شتى المجالات«. كما نوّه بالمناسبة بما أسماه »الانسجام والالتحام« الذي عبّر عنه الشعب المغربي »بكل مكوناته من خلال إجابته عن الاستفتاء حول الدستور الجديد والإصلاحات التي بادرتم بها للدفع ببلدكم صوب التحول الديمقراطي والمشاركة الجماعية والحكامة الراشدة التي تتطلع إليها شعوب منطقتنا في تسيير شؤونها والحفاظ على ثوابتها التاريخية والثقافية والحضارية والدينية«. وتابع يقول: »وإنني إذ أشارككم والشعب الجزائري أفراحكم بهذه المناسبة الغالية، أسجل بارتياح الانطلاقة الفاعلة التي شهدتها العلاقات الجزائرية-المغربية في الآونة الأخيرة وما رافقها من زيارات متبادلة على المستوى الوزاري«. ومن منطلق إيماني بحتمية المصير المشترك، يُضيف رئيس الجمهورية، »أجدّد لجلالتكم حرصي على ضم جهودي إلى جهودكم لمد جسور التآخي والتعاون وحسن الجوار بما يمكننا من بناء علاقات ثنائية نموذجية كفيلة بخدمة المصالح المشتركة لبلدينا وشعبينا الشقيقين اللذين تربطهما أواصر التاريخ وتعنيهما تحديات المستقبل المشترك..«، ثم خلص: »لكم مني جلالة الملك وأخي الأعز أسمى عبارات المحبة والمودة والتقدير«.