يحرص الأفلان ومن الآن على أن يكون عمله للمرحلة القادمة منظما تنظيما دقيقا وواعيا على الإعداد الجيد والتحضير المتكامل ضمن إطار منهجي واضح وشفاف يستجيب وطبيعة الرهانات المطروحة ومميزات التحديات الواجب مواجهتها، لا سيما في ضوء معطيات المستجدات على الساحة الوطنية وفي مقدمتها الإصلاحات السياسية الشاملة والعميقة التي باشرها رئيس الجمهورية. إن الأفلان إذ يضع نصب عينيه كل هذه التطورات الحاصلة والتي ستحصل في القريب العاجل، يهيئ نفسه، ويعد عدته في الميدان ليكون في مستوى المرحلة وآفاقها المنتظرة، التي تفرض عليه في المقام الأول أن يساهم بجدية وفعالية في إنجاح الإصلاحات السياسية، وضمان وضع بصمته عليها، انطلاقا من المكانة التي يحتلها في الساحة الوطنية كقوة سياسية أولى في البلاد. ووعيا من الأفلان بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه ضمن هذا المنظور الاستراتيجي الوطني، قام بتنصيب اللجنة الوطنية لتحضير الانتخابات التشريعية والمحلية القادمة. لعل أولى مهام الأفلان في هذا السياق هو إعداد إستراتيجية حقيقية تضمن للحزب الفوز في هذه الاستحقاقات والحفاظ على الريادة السياسية والإبقاء على الأغلبية البرلمانية، لكون البرلمان الجديد هو من يتولى إعداد وإثراء والمصادقة على التعديلات الدستورية الجديدة التي تتحدد بموجبها طبيعة ونوعية نظام الحكم السياسي للجزائر مستقبلا. »الأفلان« وهو يضع أهدافه للمرحلة المقبلة، والتي من بينها كسب رهان الحفاظ على الأغلبية في المجالس المنتخبة والإبقاء على الريادة السياسية في البلاد، يعتزم خوض غمار الاستحقاقات الانتخابية على أساس إستراتيجية واقعية وواضحة المعالم والمراحل والأهداف، مقوماتها الأفكار والبرامج والرجال، فضلا عن تماسك وتكاتف المناضلين والناخبين، وتقديم القدوة الحسنة القادرة على استقطاب ثقة المواطنين الذين سيصوتون لصالح قائمة وبرنامج الأفلان. ولا شك أن مهمة كسب ثقة الناخبين ليست بالهينة، بل تتطلب تقديم مترشحين بإمكانهم القدرة على جلب المقاعد للأفلان وفق شروط ومقاييس صارمة يتعين على المترشح باسم الحزب أن يتوفر عليها، وفي مقدمة ذلك تأتي الكفاءة العلمية والخبرة السياسية والنزاهة والصدقية والالتزام، فضلا عن نظافة اليد والجيب والفكر، لأن المرحلة الجديدة من مميزاتها أنها ستعرف، على ضوء قوانين الإصلاحات السياسية تزايدا في عدد الأحزاب المتنافسة في التشريعات والمحليات المقبلة، مما يحتم على الأفلان الحرص على تعزيز ضمانات الشفافية وحياد الإدارة، والرقابة القانونية التي تجعل من هذه المنافسة السياسية مرتكزة على النزاهة وهو ما يفرض بذل جهد ميداني عملي لضمان التفوق وصيانة المكانة المتقدمة التي يحتلها في الحياة السياسية الوطنية. ونعتقد أن إنشاء لجنة وطنية لتحضير الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وتفرعها 16 لجنة فرعية مختصة، تتولى كل واحدة منها محورا من محاور الإستراتيجية الانتخابية في إطار من التكامل والانسجام، سيجعل احتمالات النجاح والفوز والتفوق قائمة بالنسبة للأفلان، خاصة إذا ما علمنا أن هذه اللجان تضم في عضويتها أعضاء اللجنة المركزية، ووزراء الحزب ونوابه في البرلمان بغرفتيه، فضلا عن أمناء المحافظات، الأمر الذي يمكّن الأفلان من الإقدام على المرحلة المقبلة بثقة وتفاؤل كبيرين في تحقيق طموحات الحزب وآمال الغالبية من الجزائريين الذين يضعون ثقتهم الكاملة في الحزب الحامل للتاريخ والمتطلع إلى المستقبل الديمقراطي الأكثر عدلا واستقرارا في الجزائر.