قال عضو المجلس الإسلامي الأعلى المجاهد عبد الحفيظ أمقران إن جرائم الاستعمار الفرنسي في حق الشعب الجزائري منذ دخوله أرض الجزائر سنة 1830، لا تعد ولا تحصى، لافتا إلى أنه »وعلى الرغم من كثرتها غير أن وجهها يبقى واحدا.. فالمسؤول الأول عن كل الجرائم التي أباحت دم شهدائنا الطاهر كان الدولة الفرنسية بسفّاحيها كما كان عليه الأمر في أحداث 17 أكتوبر بباريس و8 ماي بالشرق الجزائر وأحداث 11 ديسمبر بالعاصمة وغيرها من التواريخ التي لا تزال وستبقى وصمة عار على جبين الدولة الفرنسية لحين الاعتراف بها والاعتذار عنها«. وعاد المجاهد أمقران خلال شهادته على ما حدث في ال17 أكتوبر 1961، للتذكير بأن جبهة التحرير الوطني جاءت لتعزز الجبهة السياسية التي عايشها سنة 1944 أو ما كان يعرف آنذاك بجبهة أحباب البيان والحرية، حيث قال »كان لي الشرف أن تعود أول بطاقة سياسية أحملها في جيبي إلى هذه الجبهة«. وواصل المجاهد موضحا أن جبهة التحرير الوطني التي ولدت في غرة نوفمبر 1954 جاءت لتعزيز الجبهة السياسية ثم جبهة الكفاح المسلح وكان مسك الختام تحرير الوطني والاستقلال. وفيما يتعلق بمشاركة المجلس الإسلامي الأعلى، قال عضو المجلس إنها تأتي من أجل التذكير بأنه و»خلال ثورة التحرير المجيدة ما كان للشعب الجزائري أن يحرر الوطن بالبندقية لوحدها ولا حتى المدافع والطائرات التي لم يكن لدينا منها شيء، لكن كان ذلك بقوة أخرى التزمنا بها والله الهم قادة الثورة في الفاتح من نوفمبر وهي كلمة »الله اكبر إما الاستقلال أو الاستشهاد«، هذه القوة المعنوية هي التي جعلت أبناء جيش التحرير يصمدون وجعلت الشعب الجزائري يثبت ويستمر في التضحية والفداء، هي في الحقيقة كانت السلاح الأقوى في الثورة »كانت سلاحنا قبل البندقية حتى لو كنا نحملها«. ولم يغفل المجاهد في كلمته المجازر والأحداث الدامية التي خلفها الجيش الاستدماري في الجزائر، حيث شدد على أن الجرائم التي ارتكبتها فرنسا في حق الشعب الجزائري بدأت منذ الغزو سنة 1830 أين قامت بالاعتداء على السيادة الجزائرية لتتوالى بعدها الجرائم، ولفت المجاهد أن أول جريمة تشبه مجزرة ال17 أكتوبر بباريس هي مجازر 8 ماي 1945 بقالمة سطيف وخرّاطة والتي كان شاهدا عليها بولاية سطيف، وهنا أوضح أن نفس الدولة التي ارتكبت جريمة 17 أكتوبر بباريس هي نفسها من كان وراء مظاهرات 11 سبتمبر بالعاصمة كما أن رجل الدولة الفرنسية الذي ارتكب مجازر 8 ماي 1945 بالشرق الجزائري كان نفسه، مما يؤكد أن »جرائم الاستعمار تعددت وبقى وجهه واحدا«.