أحيت الجزائر الذكرى 84 لعيد الاستقلال في ظروف متميزة، ووقفت وقفة إجلال أمام من وهبوا أنفسهم ليصنعوا مجد الجزائر التي تمكنت من التقدم خطوات عملاقة نحو الأمام، وعلى أفواه من صنعوا مجد الجزائر وحققوا نصر الأمة في 5 جويلية 2691 لا يزال شباب الجزائر يصنعون أسمى معاني الوطنية ويلقنونها لباقي الشعوب، كيف لا ؟ وهم من تمكن أجدادهم من حفر أسماءهم ذهبا على صفحة التاريخ ولقنوا فرنسا الاستعمارية التي عجزت بكل قوتها وتحالفاتها وترسانتها الحربية من وقف إرادة شعب عرف كيف يترجم عدم قبوله على أرض المعارك وفي المنابر الدولية بحنكة سياسية منقطعة النظير، ويطرد فرنسا شر طريدة وهي تجر أجيال الهزيمة، وبالرغم من أن العمر قد أخذ مأخذه منهم إلا أنهم أبوا إلا أن ينقلوا لكل الجزائريين عبر ''السياسي'' صور الإرادة والعزم التي تحلوا بهما، وثقتهم الكبير في جيل الاستقلال الذي شكك فيه البعض، ويبرزون وفي كل مرة أن فرنسا لم تهدينا الاستقلال بل أخذناه عنوة وعلى مرأى ومسمع كل العالم، لأن ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة، ولأنهم الأقرب إلى جرائم فرنسا عبروا بقوة عن آمالهم في اعتراف فرنسا بجرائمها مؤكدين أن ذلك ما هو إلا وصمة عار في جبين فرنسا لأن الجزائر وبكل بساطة غسلت عارها لما أخرجت فرنسا زاحفة من أرضها وأرغمتها على الاستجابة لمطالبها· خير الدين بوخريصة: عهد بوتفليقة أعاد الاعتبار لكل مقومات الثورية لم يخف خير الدين بوخريصة رئيس جمعية 8 ماي 54 في حديثه ل''السياسي'' التطور الحاصل في السنوات الأخيرة من حيث تسليط الضوء على العديد من الشخصيات التي صنعت تاريخ الجزائر، والأحداث التي مر بها، حيث أكد أنه في عهد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عرفت الاحتفالات بالمناسبات الوطنية تحولا نوعيا، مستدلا بعودة التاريخية للتدقيق في حياة مصالي الحاج قائلا: ''مصالي الحاج أعيد له الاعتبار التاريخي في عهد بوتفليقة''، كما أشار ذات المتحدث إلى الاحتفال النوعي والمعبر الذي أصبح يحظى به الاحتفال بأحداث 8 ماي 5491، معتبرا أن الحديث فقط عن اعتراف فرنسا بجرائمها لم يكن يحظى بالاهتمام فما بالك بأن يطرح بشتى الطرق الممكنة كما هو حاصل حاليا · من جهة أخرى أصر خير الدين بوخريصة على الروح الوطنية للشباب الجزائرية الذي أكد انه يعرف جيدا قيمة الثورة، وفي سياق آخر عبر ذات المتحدث عن أسفه للفرق الكبير في ترسانة الكتب المؤرخة للحقبة الاستعمارية بين الجزائروفرنسا، حيث أكد أن 2 ألفي كتاب تاريخي فرنسي لا يقابلها سوى مائتي كتاب جزائري ، بالرغم من أن الكثير من المؤرخين الفرنسيين يحاولون تحريف التاريخ، مطالبا بضرورة أن يؤخذ التاريخ حصته من الكتابة وليس فقط بعض المبادرات· المجاهد سيدي أحمد بن علي: ''الجزائر منحت الاستقلال لكل الدول المغاربية'' أكد المجاهد سيدي أحمد بن علي المدعو ''راديولا'' ل'' السياسي'' أن قوة الثورة الجزائرية هي التي ساعدت على استقلال الدول المغاربية، في محاولة فرنسية لتصفية كل مستعمراتها والتفرغ للقضاء على الثورة الجزائرية، مضيفا أن 5 جويلية يوم لتذكار ببطولات الرجال، والذين عاهدوا الوطن مهما كانت الظروف، مشيرا إلى أن الشعب الجزائري ساهم بأكمله في صناعة الاستقلال· أما عن شباب الجيل الحالي اعتبر المجاهد أن وطنيته لا تختلف كثيرا عن جيل الثورة، وما موضوع الحماسة الرياضية في تأهل الجزائر إلى المونديال إلى دليل على ذلك، وصفا إياه بالمتشبع بالوطنية، كما عرج ذات المتحدث للحديث عن التحدي الذي صنعه الجزائريون في ثورة نوفمبر ليس فقط ضد فرنسا بل ضد كل الحلف الأطلسي، ففي وقت اعتبر فيه فرنسا أن الثورة انتهت صنع الرجال التحدي حيث كان المجاهد من بين المحضرين لمظاهرات 11 ديسمبر، سي احمد بن علي لم يتواني في وصف الشعب الجزائري بالثائر والكريم في مواجهة كل التحديات، مضيفا أن فرنسا لا تزال لحد الساعة تطمع في الجزائر فبعد 84 سنة تبقى الجزائر محل أطماع ولو بأشكال أخرى· المجاهد عمر بوداود: الجزائر أعطت درسا قاسيا لفرنسا اعتبر المجاهد العقيد عمر بوداود عضو مسؤول في فيدرالية جبهة التحرير بفرنسا ل ''السياسي'' تاريخ 5 جويلية موعد رجوع الدولة الجزائرية، بعد طول انتظار من بقائها بين أيدي فرنسا لمدة 231 سنة، مؤكدا أن الجزائر ببساطة إمكانياتها قد أعطت درسا قاسيا لفرنسا، كيف لا وهو الذي صنع رفقة زملاءه هذا التاريخ وكان حاضرا في أعضاء أو تشكيلة المجلس الوطني للثورة لدورة ماي-جوان 2691 طرابلس، رفقة عدد هام ممن كتبوا أسمائهم بسطور من ذهب في تاريخ الجزائر على غرار محمد بن يحي ، علي كافي، سعيد محمدي، محمد بوضياف، حسين آيت أحمد، سعد دحلب· المجاهد عبد القادر بخوش المدعو ''عيسى'': لا بد من استغلال ما تبقى من المجاهدين لكتابة تاريخنا أكد المجاهد عبد القادر بخوش المدعو سعيسى'' عضو في المنظمة السرية لجيش التحرير الوطني ل''السياسي'' على ضرورة تدوين وكتابة كل الحقائق التاريخية لثورة نوفمبر المجيدة، مشيرا إلى وجود العديد من الحقائق الهامة التي صنعت قوة الثورة لم تؤخذ حقها بعد، مشددا على ضرورة استغلال المجاهدين المتبقين على قيد الحياة لتدوين أحداث وتفاصيل حقائق ثورتنا المظفرة، كما طالب المجاهد عبد القادر بخوش بضرورة تنظيم ملتقى رسمي وطني يجمع المجاهدين والمجاهدات الذين أدوا واجب الوطن، بحضور كفاءات وطنية شابة لمساعدة المجاهدين على تثبيت الحقائق باعتبار أن أغلب المشاركين في ثورة نوفمبر لم يتمكنوا من إكمال تعليمهم آنذاك· عبد القادر بخوش الذي كان ضمن مجموعة 21 شابا استقبلتهم مدينة عريش بالمغرب في تكوين للكومندوس لم يتواني في الحديث عن التطور الكبير الذي تشهده الجزائر، والذي كان ليفتخر به كل المجاهدين والشهداء، معربا عن فرحته لا متناهية بشباب جيل الجزائر 0102 بعد أن عرفت الأمور تطورا متواصلا، حيث استشهد عضو المنظمة السرية لجيش التحرير الوطني بعدد الطلبة سنة 2691 والذي لم يكن يتجاوز 005 طالب وعددهم الحالي الذي يعد بالآلاف ، من جهة أخرى أكد ذات المتحدث أن أولئك الشباب الذين صنعوا أمجاد الجزائر لم يكن لديهم من الأسلحة ما يكفي لرد القوة الفرنسية ومن ورائها كل الحلف الأطلسي، ولكن كانوا يملكون من الإرادة وقوة الإيمان ما يكفي لصنع المعجزات، ودحر الفرنسيين الذين وصفهم المجاهد ''سي عيسى'' بالأصعب في تاريخ الدول ذات النزعة الاستعمارية، لكن حماسة الشباب الجزائري آنذاك صنعت المفارقة، وفي هذا السياق طالب المجاهد عبد القادر بخوش الشباب الجزائري بالمساهمة في بناء الجزائر، مذكرا إياهم بأن فرنسا لم تمنحنا الاستقلال كما تروج له هي الآن بل انتزعه الجزائريون منها بفرض القوة والحنكة السياسية· أما عن تجريم الاستعمار فقد دعا عضو في المنظمة السرية لجيش التحرير الوطني بإلحاح إلى ضرورة تجريم الاستعمار، مذكرا بجرائمها البشعة في حق الشعب الجزائري الأعزل، على غرار التجارب النووية التي لا تزال أثارها لحد أجيال اليوم، وبالرغم من أنه أكد بشدة على أنه وكل المجاهدين لن يصفحوا عن الجرائم الفرنسية ولو بأي شكل، إلى أنه وكما أضاف المجاهد ''سي عيسى'' لا بد من الاعتذار الرسمي لفرنسا عن كل بشاعتها وهمجيتها، كما قدمت إيطاليا اعتذاراتها للبيا، وفرنسا لألمانيا فلما لا للشعب الجزائري· المجاهد قويقح سالم: على فرنسا أن تمحو عارها بالاعتذار'' أكد المجاهد قويقح سالم المدعو ''عمي احمد'' ل سالسياسي'' أن مناسبة 5 جويلية هي في كل مرة مفخرة لكل الجزائريين، متمنيا لو أن الشباب الجزائري بادر بالخروج والاحتفال بهذا اليوم كما احتفل بيوم تمكن الجزائر بالظفر للمرة الثالثة بالتأهل للمونديال في 81 من نوفمبر من السنة الماضية، مشيرا إلى أن الشباب الجزائري لديه الطاقات الكافية لصناعة وتخطي كل التحديات، لان الشعب الجزائري من الشعوب التي تملك حس المواطنة، كما اعتبر ''عمي احمد'' الذي دافع عن الوطن لبلوغ يوم 5 جويلية 2691 أن الشباب الجزائري قادر على معجزات خلاقة، ولا يحتاج سوى لآباء وأمهات يربون في الروح الوطنية، ولا يحتاج إلى لأساتذة يغرسون فيه حب الوطن، مضيفا أنه لا بد من أن يعرف الشباب الجزائري تاريخه وكل بطولاته وشجاعته، مؤكد أن ذلك من شانه أن يكون السبيل للقطع الطريق على العديد من المظاهر المنتشرة في المجتمع، كالآفات الاجتماعية من تناول للمخدرات، وتفشي لظاهرة العنف الناجم عن ترسبات العشرية السوداء· كما عبر المجاهد قويقح سالم عن ثقته الكبيرة في الشعب الجزائري المستعد للاستجابة لكل مطالب الوطن، شرط أن يجد من يقوده على الطريق المستقيم وفي هذا الإطار بالذات ثمن ''عمي احمد'' الدور الذي يؤديه المجاهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، معتبرا أن أساس نجاحات هذه الأمة مرتبط لا محال بالتعاون والالتفاف حول الروح الوطنية، مضيفا أنه لا بد من استغلال كل الطاقات للمضي قدما في بناء هذا الوطن· وعن تدوين التاريخ لأحداث ثورتنا المجيدة لم يتوان المجاهد في الكشف عن وجود العديد من الحقائق التي لم يسلط عليها الضوء، حيث أكد وجود الكثير من المؤرخين الذين عمدوا لكتابة التاريخ بتوجهات سياسية محضة، حيث طالب المؤرخين بضرورة صناعة مبادرات حقيقية لكتابة تاريخ بقوة وأصالة الثورة الجزائرية وكل المقاومات التي صنعها الشعب الجزائري، بالوصول إلى المصدر الأساسي لمن تبقوا من المجاهدين على قيد الحياة، وليس بالعودة للكتب· فيما شدد المجاهد على أن العلاقات الفرنسية الجزائرية حاليا لا تنقص من هيبة وقوة الجزائر بل العكس صحيح هي تهز من الهيبة الفرنسية لأنهم يكذبون على نفسهم وعلى شعبهم ويهمونه بشرعية تلك الصور التي رسموها منذ 84 سنة وعلى مدار القرن ونصف في الجزائر، مطالبا الشعب الفرنسي بضرورة التحرك لمحو عاره، قائلا: ''لا بد على فرنسا أن تصلح تاريخها وصورتها أمام العالم''، كما أكد على أحقية الشعب الجزائري المطالبة بالاعتراف الفرنسي بجرائمها، وختم ''عمي أحمد'' قائلا'' نزعنا عار الاستعمار بالاستقلال وعلى فرنسا أن تمحو عارها بالاعتذار''· المجاهد أحمد محساس: ''على الشباب الجزائري الاستفادة من بطولات الثورة'' طالب المجاهد علي محساس في حديثه ل''السياسي'' الشباب الجزائري بضرورة الاستفادة من التجربة الجزائرية العظيمة للثورة الجزائرية، مؤكدا أن الشباب الجزائري حاليا يملك من الوطنية ما يكفي، وعليهم استثمار ذلك في بناء الوطن الذي ضحى عليه صناع نوفمبر وما قبل ذلك بالغالي والنفيس، للمضي قدما في بناء الجزائر من الناحية الاقتصادية والاجتماعية وجعلها تشاك في صناعة الحضارة العربية والإسلامية· من جهة أخرى أكد ذات المتحدث على عمل الجزائر للمحافظة على سيادتها من كل الجوانب· وقد بدا المجاهد علي محساس نضاله في صفوف الحركة الوطنية في سن مبكر اعتقل العديد من المرات لنشاطه السياسي سيما وأنه تقلد مسؤوليات عليا ضمن تنظيم حزب الشعب الجزائري وفي إطار عضويته في اللجنة المركزية شارك بشكل فعال في تنظيم وتفعيل عمل الحزب على نطاق واسع ، فضلا عن دوره في إنشاء المنظمة الخاصة وقد كان أحد أعضائها على مستوى القيادة العليا ،و في 0591 اعتقلته الإدارة الاستعمارية و نقل إلى سجن البليدة أين استطاع الفرار رفقة أحمد بن بلة، وعين أول مسؤول نشر خلايا جبهة التحرير في فرنسا، ومندوب سياسي عسكري عن منطقة الشرق الجزائري، وعضو المجلس الوطني للثورة الجزائرية· إن تاريخ هؤلاء الرجال وكل المجاهدين والمجاهدات والشهداء الذين صنعوا مجد الجزائر هو مفخرة ليس للجزائريين فقط بل لكل العرب والمسلمين، وهم لا يؤملون إلا فمن يحمل مشعل المواصلة ويمضي قدما نحو الأمام دون أن يلتفت لكل التشوهات الفرنسية للتاريخ، لأن ما فعله أجدادنا هو أكبر من أن يجعل نذكر تلك التحريفات الفرنسية، وإن كان أغلب المجاهدين قد ثمنوا مساعي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة فكتابة حقائق نوفمبر بخط راسخ فلأنه المجاهد الشاب الذي واجه رفقة زملائه كل الوحوش الفرنسية بدون خوف، وجيل الشباب ما هو إلا استمرار ليس تاريخي بل وطني ومتشبع لجيل نوفمبر ولن يتوانى في الوقوف وقفة رجل واحد في كل مرة، ولأن تاريخنا المجيد يتطلب مساحة أكبر وأكبر من الكتابات وتدوينات فهو ملحمة متناسقة من البطولات والشجاعات التي لا يجب وبأي شكل من الأشكال أن تندثر، وأما عن اعتذار فرنسا فما هو إلا وصمة عار على جبينها لأنها لم تتمكن وبعد ما يقارب النصف قرن من التخلص من الشوائب الاستعمارية، والاعتراف بوحشيتها وهمجيتها·