قدَم الدكتور مصطفى سايج ثلاث سيناريوهات للأنظمة الجديدة التي خلفتها الثورات العربية أبرزت توجهات إسلامية إخوانية، وتتأرجح بين النموذج التركي والتجربة الجزائرية السلبية التي أظهرت ضعف المرجعية الدينية وغياب الرؤية الإيجابية وكذا النموذج الأخير القريب من شباب المجاهدين بالصومال. أكد الأستاذ مصطفى سايج أن المسألة الجوهرية في الديمقراطيات الجديدة التي يركز عليها الغرب هي أمن إسرائيل وتأمين مصادر الطاقة ونقلها، حيث ذكّر، خلال ندوة نظمت أمس بمركز الدراسات الإستراتيجية والأمنية، كيف استعملت أمريكا الحركة الإسلامية أثناء الحرب الباردة وبعدها في خدمة مخططاتها، متسائلا عما إذا كانت القوى الغربية تسعى إلى فرض النموذج التركي في البلدان العربية لاسيما من خلال فوز حركة النهضة في تونس وبالدور القطري الذي يتمثل حسبه في التطبيع الاقتصادي مع إسرائيل. ومن هذا المنطلق اعتبر الأستاذ سايج أن هناك إرادة لتوظيف الحركات الإسلامية فيما يسمى ب »الانتقال الديمقراطي« في بعض البلدان العربية، مصنفا في نفس الوقت التجارب العربية مع الحركات الأصولية على ضوء الأحداث الأخيرة إلى ثلاثة مشاهد متنافرة، تتجلى في النموذج التركي من خلال من خلال أحزاب العدالة والتنمية كما هو حاصل قي مصر وليبيا بظهور أحزاب تحمل نفس التسمية ونفس الهدف، وهو الذي يجد سندا قويا من قطر التي تلعب دورا في تمريره وبدعم أمريكي وتحت ضغط تركيا نفسها من خلال ضغط رئيس حكومتها الطيب رجب أردوغان على الرئيس السوري بشار الأسد لفرض حكومة يسيطر عليها الإخوان المسلمون قبل أن تتدهور الأوضاع في سوريا. كما شدّد المحاضر على دور تركيا في دعمها لحركة النهضة في تونس ومساندتها لبعض القوى السياسية الأصولية في ليبيا، مذكرا في هذا الشأن بتصريحات رئيس السلطة التنفيذية للمجلس الانتقالي الليبي المستقيل محمود جبريل حول الدور القطري الداعم والراعي لعبد الحكيم بلحاج وإسماعيل الصلابي وعمل القناة الفضائية القطرية الجزيرة المساند لهذا التوجه. وبعد أن ذكر بما عاشته الجزائر من أحداث سنوات 1990 أعتبر التجربة المصرية الحالية قريبة من التجربة الجزائرية أو سيكون مآلها التأرجح بين التجربة الجزائرية والنموذج التركي، لكن حذر من إنهيار المؤسسات الأمنية في مصر وتدحرج التجربة الليبية واليمنية إلى ما أسماه ب»الأفغنة« و »الصوملة« بظهور أمراء الحرب. أما الأستاذ سالمي العايفة فيرى أن الحركة الإسلامية أمام تحديات التجربة الديمقراطية ومدى قبولها بالتداول على السلطة ومدى تكيفها مع الحكم المدني وهو مطلب أساسي للإخوان المسلمين، وأضاف أن الحركة الإسلامية أمام خطابين : »التريث« كما هو حاصل بمصر وتونس وخطاب »التكيف« كما حدث في الجزائر حيث انخرطت أحزاب إسلامية في الحكم من دون إنضاج مشروعها.