نفت وزارة الشؤون الخارجية أن يكون اللقاءان اللذان جمعا رئيس الجمهورية مع رئيس المجلس الانتقالي الليبي، تمّ عن طريق وساطة من الأمير القطري الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، واعتبرت أن ما جرى كان مجرّد »لقاء عادي«. وأكدت مقابل ذلك زيارة وفدين ليبيين رفيعين إلى الجزائر في الأيام المقبلة مباشرة بعد الإعلان عن تشكيل الحكومة الانتقالية. انتقد الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية، عمار بلاني، الطريقة التي تعاملت بها الصحافة الوطنية مع اللقاءين الذين جمعا رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، مع رئيس المجلس الانتقالي الليبي، مصطفى عبد الجليل، أمس الأول بالدوحة على هامش انعقاد المنتدى الأول للدول المصدّرة للغاز. وقد أصرّ على وصفهما بأنها »لقاءان عاديان يتم عقدهما بشكل طبيعي في مثل هذا النوع من المناسبات بين رئيسي بلدين«، بل وشدّد على أنه لم تحدث هناك وساطة قطرية مثلما أجمعت عليه أغلب القراءات. وحسب التوضيحات التي قدّمها عمار بلاني في تصريح صحفي له أمس فإنه »من الناحية الشكلية فإن اللقاءين الذين جمعا رئيس الجمهورية مع رئيس المجلس الانتقالي الليبي يدخلان في إطار طبيعي للأمور وكذا منطق المسار الذي أعلنت عنه الجزائر يوم 22 سبتمبر الماضي عندما رسّمنا علاقاتنا مع السلطات الليبية الجديدة على ضوء القرار الذي اتخذه الاتحاد الإفريقي«. وحرص المسؤول بوزارة الشؤون الخارجية على التوضيح ردّا على تعدّد واختلاف القراءات والتحليلات الصحفية للقاءي بوتفليقة وعبد الجليل بالعاصمة القطرية، بالقول: »أجدّد التذكير هنا بأننا شرعنا في اتصالات غير رسمية مع المجلس الوطني الانتقالي منذ شهر مارس 2011 ومنذ 22 سبتمبر الماضي أصبحت الاتصالات الرسمية مع السلطات الجديدة في ليبيا مستمرة على مستوى مسؤولين سامين من خلال قنصليتي البلدين«. وردّا منه على الحديث الجاري عن إلغاء زيارة وفد عن المجلس الانتقالي الليبي إلى الجزائر أفاد بلاني بأن الأمر يتعلق بوفدين اثنين »الأول على مستوى الخبراء والثاني على مستوى سياسي«، قبل أن يُضيف: »الاتفاق حاصل بين الجانبين على تأجيلهما إلى حين تشكيل الحكومة الليبية الجديدة التي من المتوقع أن يُعلن عنها خلال الأيام القليلة المقبلة«. وأوضح في السياق ذاته أن الجزائر والسلطات الليبية الجديدة يسعيان إلى استغلال المرحلة الحالية من أجل الاتفاق على أدق التفاصيل بخصوص تحديد أولويات العلاقات الثنائية، وقد خصّ عمار بلاني بالذكر في تصريحه الصحفي كل ما يرتبط بالجوانب والمسائل الأمنية التي تبقى تثير انشغال الطرفين. وتأتي هذه التوضيحات التي قدّمها الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية بالنظر إلى عدم تسرّب أية معلومات عن فحوى لقاء عبد العزيز بوتفليقة ومصطفى عبد الجليل، وحتى معالجة وكالة الأبناء الجزائرية الرسمية التي نقلت الخبر اكتفت في برقيتها بمجرّد سرد معطيات سطحية، ما دفع وسائل الإعلام الوطنية والدولية إلى إعطاء قراءات متباينة اتفقت في غالبيتها على أن زيارة رئيس الجمهورية إلى قطر كانت أساسا مؤشرا عن وساطة من الدوحة من أجل إعادة تطبيع العلاقات بين الجزائر والسلطات الجديدة في ليبيا بعد حوالي تسعة أشهر من الفتور والتجاذب.