كشف تحقيق لمصالح الأمن المتخصصة في مكافحة الإرهاب مؤخرا، وجود شبكات مختصة في المتاجرة بالمخدرات تمول الجماعات الإرهابية الناشطة تحت إمارة درودكال عبر الطريق السيار، حيث لا تستبعد التحقيقات أن تكون الجماعات الإرهابية تتاجر وتستهلك هذه المادة. كشفت مصادر أمنية أن التحقيق الذي أجرته فرق أمنية متخصصة في مكافحة الإرهاب مؤخرا، عن اعتماد الجماعات الإرهابية على شبكات تجارة المخدرات في تمويل نشاط الجماعات الإرهابية ولا تستبعد التحقيقات أن تكون الجماعات الإرهابية تتاجر بهذه المادة وتتناولها وحتى درودكال ليس من المستبعد أن يكون من مدمني المخدرات . وحسب ذات المصادر فقد نجحت فرقتان للبحث والتحري واحدة بالغرب الجزائري وأخرى بالوسط كلفت بمتابعة ملف شبكة وطنية تقوم بتزويد الجماعات الإرهابية بالمخدرات، حيث أن هذه الأخيرة تقوم بدورها بعملية بيع المخدرات واستعمالها لجلب المدمنين عليها في عدة ولايات إلى صفوفها على الأقل كجماعات دعم وإسناد. وقد تمكنت الفرقتان بعد تحقيقات موسعة من الوصل إلى الرأس المدبر للشبكة وهو تائب ينحدر من ولاية وهران يدعى »محمد.ر« سبق له أن كان نشطا في صفوف الجماعات الإرهابية شرق الجزائر من سنة 1993/ إلى غاية 1997 وسلم نفسه بولاية برج بوعريريج . وأشارت نفس التحقيقات إلى أن وضع حد لنشاط الشبكة استغرق أزيد من شهرين بعد أن تظاهر محققون في مصالح الأمن أنهم من تجار المخدرات وأقحموا عنصرا داخل الشبكة التي رفضت تزويدهم بالكمية المطلوبة في ولايات الغرب الجزائري، وبعد أشهر من العمل والبحث تم الاتفاق على تزويدهم بكمية 2 قنطار بالطريق السيار الرابط بين البويرة وبرج بوعريريج وبالتحديد في المنعرج الذي يقود نحو ولاية المسيلة، ليتم القبض عليهم على متن شاحنتين لنقل البضائع كانتا تحملان مواد للتنظيف مدسوسة بداخلها كمية المخدرات المذكورة. كما أوضحت التحريات التي قامت بها مصالح الأمن أن الشبكة تتخذ من مدينة وهران مركزا للتخطيط في الطريق السيار وبالتحديد الرابط بين البويرة وبرج بوعريريج، مركزا لتبادل المخدرات أو إيصالها لجماعات الإسناد التي سبق لها أن أخفت كميات كبيرة بالأحراش القريبة من غابة البويرة، حيث مكنت تحرياتها المعمقة من تحديد هوية عناصر الشبكة والذين كشفوا عند التحقيق معهم عن ضلوعهم في النشاط كجماعة دعم وإسناد، حيث عثرت مصالح الأمن المعنية على كمية 22 كيلوغرام من الكيف المعالج مقسمة على صفائح معدة للتسويق بأحراش شمال برج بوعريريج القريبة من مدخل ولاية البويرة. ومن المنتظر حسب مصادر أمنية أن يتم تقديم الموقوفين بالقطب الجزائي المتخصص في قضايا المخدرات وتبييض الأموال بقسنطينة، في الوقت الذي تواصل فيه فصائل البحث والتحري تحقيقاتها المعمقة بشأن نشاط هذه الشبكة التي كانت تنقل الكيف المعالج انطلاقا من الحدود الغربية، وتتخذ من الطريق السيار محطة لتقسيم الكمية، قبل تحويلها إلى الحدود الشرقية مع تونس وليبيا عبر ولاية الوادي، لأن المعطيات الأولية تفيد بوجود عناصر أخرى لا تزال محل بحث من طرف الجهات الأمنية ومنها عناصر إرهابية.