يشرع بداية من صباح اليوم الاستشفائيون الجامعيون: أساتذة العلوم الطبية، »الدوسانت«، والأساتذة المساعدون، في إضراب وطني، يتواصل على امتداد ثلاثة أيام، قابل للتجديد، في الجمعية العامة التي ستُعقد في آخر يوم منه، أي يوم الثلاثاء، في حال عدم استجابة السلطات العمومية لمطلبي مراجعة النظام التعويضي وصرف المنح المقررة، وتوفير شروط العمل ومستلزماته، وفي مقدمتها توفير الأدوية المفقودة، ولاسيما منها الأدوية الخاصة بالعمليات الجراحية. ينطلق صباح اليوم أساتذة العلوم الطبية، و »الدوسانت«، والأساتذة المساعدون إضراب وطني من ثلاثة أيام، يتجدد أسبوعيا في حال عدم استجابة وزارة الصحة والسلطات العمومية الأخرى للمطالب المرفوعة، وسيتواصل هذا الإضراب لغاية يوم الثلاثاء. وحسب ما أوضح أمس ل »صوت الأحرار« البروفيسور جيجلي، رئيس النقابة الوطنية للاستشفائيين الجامعيين، فإن هذا الإضراب جاء لسببين اثنين رئيسيين: أولهما المطالبة بتوفير شروط ومستلزمات العمل داخل الهياكل الصحية الاستشفائية، ويعني توفير المواد الصيدلانية، والأدوية، لاسيما منها الخاصة بالعمليات الجراحية في المستشفيات. ووفق ما قال، فإن ندرة هذه الأدوية متواصلة منذ مدة، وقد حققت في ذلك لجنة خاصة، ومع هذا لم يُستجب لمطلبنا هذا، وندرة هذه الأدوية متواصلة، رغم أن الجزائر وفق ما أوضح تصرف عليها سنويا 2.300 مليار سنويا. وفي هذا السياق كان الوزير ولد عباس صرح في أكثر من مرة، وقال أن فقدان بعض الأدوية وندرتها في الهياكل الصحية يعود أساسا لسوء التوزيع، وقالت النقابة الوطنية للصيادلة الخواص، أن هذه الندرة تعود للمشاكل المالية المطروحة بين الصيدلية المركزية، المسؤولة عن توفير هذه الأدوية، والهياكل الصحية الاستشفائية. وثاني أسباب هذا الإضراب وفق ما أضاف البروفيسور جيجلي هو النظام التعويضي الصحي، حيث أوضح، أن نقابات الاستشفائيين، منذ ثلاث سنوات، وهي تتفاوض مع وزارة الصحة حول هذا الأمر، زيادة عمّا وعد به الوزير قبل ثلاثة أشهر، وما وعد به أيضا قبل شهر من الآن، في الجمعية العامة، التي حضر جانبا من أشغالها بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، حيث طلب من الاستشفائيين الجامعيين أن يُمهلوه مدة شهر، ويتولى تسوية ما يطالبون به، ولكن للأسف وفق ما يضيف رئيس نقابة الاستشفائيين الجامعيين حتى هذه اللحظة لا شيء تحقق. وبناء على هذا الانسداد الحاصل بين وزارة الصحة والاستشفائيين الجامعيين، فإن البروفيسور جيجلي أكد في حديثه أمس مع »صوت الأحرار«، أن الأساتذة والأساتذة المساعدين و»الدوسانت« سيشلّون كافة المستشفيات، والمراكز الإستشفائية الجامعية، وسوف تتعطل كافة المصالح الإستشفائية، ما عدا المصالح الاستعجالية التي ستضمن الحد الأدنى من خدماتها الصحية والاستشفائية. وتوضيحا لطلبة العلوم الطبية، فإن البروفيسور جيجلي، أوضح أن المرحلة الأولى من الإضراب لا تمسّ التعليم، أي أن الاستشفائيين سوف يواظبون على منح الدروس والمحاضرات للطلبة، في هذه المرحلة، ولكنه في نفس الوقت لم يُحدد مدة هذه المرحلة التي سمّاها بالأولى، وقال: الجمعية العامة التي ستعقد يوم الثلاثاء، هي التي ستتولى الإقرار في هذا الأمر. مع العلم أن هذه الجمعية العامة سيحتضنها مستشفى مصطفى باشا الجامعي، وهي تمثل حوالي 500 أستاذ في العلوم الطبية، وأستاذ مساعد، و»دوسانت«، يتواجدون عبر كامل أرجاء الوطن، وهم الذين تقع تحت مسؤوليتهم كافة المصالح الصحية الإستشفائية بالمستشفيات والمراكز الإستشفائية، ويتحكمون في برمجة العمليات الجراحية، وعمليات العلاجات والفحوصات الدورية للمرضى، وفي توزيع كافة المستلزمات الطبية، وغيرها.