يتم اعلاميا اختزال مشاركة المرأة في القوائم الانتخابية لتشريعيات ماي القادم بشكل كاريكاتوري يستدعي التوضيح والتفصيل، حيث يصور حضور المرأة في الكثير من وسائل الاعلام في بعض الأسماء وغالبا ما يتم التطرق إلى طليقة الشيخ القرضاي أسماء بن قادة والإعلامية المعتزلة نعيمة ماجر وزوجة الشيخ جاب الله للإشارة إلى النساء اللائي سيصنعن الحدث السياسي في الانتخابات القادمة وفي ذلك الكثير من التسطيح. حملت قوائم الترشيحات للانتخابات البرلمانية القامة العديد من المفاجآت وخاصة فيما يتعلق بالعنصر النسوي وربما يكون حصول طليقة الشيخ القرضاوي أسماء بن قادة على المرتبة الرابعة في قائمة حزب جبهة التحرير الوطني بالعاصمة حدثا سياسيا في حد ذاته وهو تطور نوعي في اقحام المرأة في الحياة السياسية ، لكن ما غفل عنه الكثير من المتابعين والإعلاميين هو أن حضور المرأة في قوائم حزب مثل الأفلان مثلا لا تقتصر على طليقة القرضاوي، فهناك السيدة سعيدة بوناب رئيسة بلدية القبة بالجزائر العاصمة والمرأة تحظى بتقدير واحترام لافتين في الشارع ولم يعرف طوال عهدتها في تولى زمام الأمور في واحدة من أهم بلديات العاصمة أن حدث لها مشاكل جدية في التعاطي مع الشأن العام وقد حلت هذه في المرتبة الخامسة في قائمة الأفلان بالعاصمة وهي تمثل نموذجا للتدرج والتطور في الحياة السياسية بدءا من القواعد النضالية للحزب وصولا لترأس مجلس شعبي بلدي وانتهاء بالترشح للبرلمان ويضاف إليها وفي قائمة العاصمة دائما السيدة بناني بركاهم وهي رئيسة بلدية جسر قسنطينة. تفصيل آخر وجب التذكير به في موضوع المشاركة السياسية للمرأة في الجزائر هو أن الحراك السياسي الجديد قد سمح بظهور قيادات سياسية وحزبية جديدة من قبيل السيدة نعيمة صالحي رئيسة حزب العدل والبيان. وهذا يمثلا تطورا مهما في الحياة السياسية في الجزائر التي بدأت تشهد ظهور بعض الكوادر والقيادات السياسية النسائية الجديدة ، بعد أن ظلت الأوساط الاعلامية في الجزائر وفي العالم أجمع لا يعرف من السياسيات الجزائريات سوى لويزة حنون أو خليدة تومي وشلبية محجوبي وقلة قليلة من بعض الأسماء الأخرى. والمؤكد أن القوائم الانتخابية للتشريعيات القادمة التي تحصي أكثر من ستة آلاف امرأة ستكون فرصة مهمة للعديد من النساء من اختبار قدراتهن في مجال العمل العام وهو الأمر الذي سينعكس حتما على الحياة السياسية التي ستثرى بكوادر تمنح الحركة النسائية على وجه التحديد زخما وحيوية جديدة ويصبح اختزال دور المرأة في الحياة السياسية في ثلاث أو أربع وجوه جديدة حديثا يفتقد للدقة والعمق.