يتفق مراقبون لوضع الانتخابات التشريعية بولاية الجلفة تحدثوا ل »صوت الأحرار«، بأن الأحزاب ذات التوجه الإسلامي، تتجه بخطوات ثابتة لترسيم انتحارها السياسي على المستويات المحلية، وذلك على خلفية مراهنتها على أسماء »محروقة« وأخرى غير معروفة من الأساس، في مقابل تحييد أسماء ذات ثقل كانت ستحدث المفاجأة في حالة المراهنة عليها. تؤكد المعاينة العينية، وليست المجهرية، لمختلف متصدري قوائم الأحزاب ذات التوجه الإسلامي، كحال تحالف حمس والنهضة والإصلاح، وكذا جبهة العدالة والتنمية، وجبهة التغيير، بأن هذا التيار، سيعيش على وقع زلزال انتخابي على بعد »مرمى حجرة« من تشريعيات ماي 2012، وذلك لكون جميع قوائم هذه الأحزاب، تمخضت وتمخضت، لتلد في النهاية إحباط عام لدى القواعد النضالية، وهو الأمر الذي جعل هذه الأخيرة، تبادر إلى »بلورة« فكرة التصويت العقابي على أحزاب أخرى، يأتي في مقدمتها حزب جبهة التحرير الوطني، الذي جاءت قائمته الأقرب إلى التمثيل الشعبي من أي قائمة حزبية أخرى. وتشير قائمة تحالف الجزائر الخضراء، إلى تصدر قائمته شخص غير معروف بالمرة في قواعد »حمس« والنهضة والإصلاح، ليتم القفز وتحييد أشخاص معروفين كحال النائب العهدة المنقضية الأستاذ محمودي محمد والذي يملك من الشعبية ما كان سيؤهله لخلط أوراق العديد من التشكيلات السياسية، زيادة على تحييد عضو المجلس الولائي بن أحمد محمد، كما راهنت جبهة التغيير، على شخص غير معروف في الأوساط السياسية، مقارنة بإسم رئيس مجلس بلدية فيض البطمة بن غربي المسعود، الذي كان متداولا لآخر لحظة قبل إيداع القوائم النهائية. كما قدمت جبهة العدالة والتنمية متصدرها، الأستاذ دليوح محمد، المنشق عن حركة »حمس«، وهو الأمر الذي جاء خلافا لما جاءت به نتائج انتخابات اللجنة الولائية للجبهة والتي تصدرها البرلماني السابق مختار مخلوف عهدة1997/ 2002 في عهد الإصلاح طبعة جاب الله، والذي أشرف على تنظيم أول تجمع شعبي لزعيم جبهة العدالة والتنمية بعين وسارة، مع العلم بأن قاعدة عبد الله جاب الله متمركزة بهذه البلدية، وهو الوضع الذي جعلها »تنشطر« بعد إسقاط من كان متصدرها وتعويضه بمنشق عن حركة حمس لتصب أصوات هذه البلدية في وعاء قائمة الفتح لرئيس المجلس خريف خريف، مع العلم بأن حزب الحرية والعدالة، تعتبر الاستثناء الوحيد، لكونها راهنت على أحد كوادرها المعروفين بالوسط الرياضي، ويتعلق الأمر بالرياضي السابق كشيدة إبراهيم والذي يراهن على أصوات الجهة الجنوبية للولاية. والثابت في الأخير بأن أحزاب التيار الإسلامي بالجلفة، وقّعت، حسب مراقبين للساحة السياسية المحلية، شهادات وفاتها في الانتخابات التشريعية، نظرا لما تم ذكره، وهو الأمر الذي سيصب في وعاء تشكيلات سياسية وقوائم حرة، يأتي في صدارتها الأفلان الذي يعيش تجانسا في قائمته، زيادة على أن متصدره الحدي إسماعيل مقبول في الوسط الشعبي والحزبي.