قال أول أمس رئيس الحكومة الأسبق، بلعيد عبد السلام، أن التزوير التاريخي الأول للانتخابات في الجزائر قامت به فرنسا، وذلك سنة 1948، وقد حدث ذلك لما شعرت فرنسا أن الجزائري سيصوت لرفع السيطرة الفرنسية، فقد قال »فرنسا غشّت« وهذا ما أدى –حسبه- إلى غلق الباب على الحركة السياسية الوطنية، والدخول في مواجهة عسكرية ضد سلطات المستعمر لاسترجاع السيادة من خلال المرحلة الانتقالية التي سيرتها الهيئة التنفيذية. تطرق المجاهد بلعيد عبد السلام، خلال اليوم الدراسي الذي نظمته مديرية المجاهدين لولاية بومرداس، حول اتفاقيات إيفيان ودور الهيئة التنفيذية في استفتاء تقرير المصر، إلى العلاقات الجزائرية المغربية، بعد الاستقلال، حيث أشار أنه »اعترتنا بعض المشاكل مع المغرب بخصوص جزء من الصحراء الجزائرية«، مضيفا في ذات السياق »الحمد لله أننا واجهنا هذه الوضعية في وقتها«. وأوضح ذات المتحدث، أثناء مداخلته أن »هناك من كان يقول أنه كان بالإمكان الحصول على أكثر مما حصلنا عليه«، إلا أنه علق قائلا »مخلفات ما تركته فرنسا طلية 132 سنة من الاستدمار يصعب محوه بين عشية وضحاها«. وأكد أن اتفاقيات إيفيان »حققت الأهم للجزائريين، وهو الاستقلال«، حيث اقتنع الفرنسي بحق الجزائري باسترجاع سيادته المسلوبة لأزيد من قرن من الزمن، كما أضاف »لم نستطع أن نفرض على فرنسا كل ما أردنا، ولكن حققنا الكثير«، واستحضر بلعيد عبد السلام، العديد من المشاهد التاريخية، حيث أكد أن القوة التي حشدتها فرنسا ضد الجزائر لم يكن لها مثيل في تاريخ فرنسا، حيث قامت لأول مرة بتجنيد الآلاف من الشباب الفرنسي لمواجهة الجزائر حتى تبقى فرنسية، مؤكدا والحمد لله تمكنا من فرض تنازل فرنسا عن فكرة الجزائر فرنسية" وذلك بفضل سنوات طويلة من الكفاح. وبخصوص المنظمة الإرهابية السرية، أوضح رئيس الحكومة الأسبق ، أن لها نفوذا داخل الجهاز الأمني الفرنسية آنذاك في العسكر والدرك والشرطة، حيث حاولت عرقلة وإجهاض اتفاقيات إيفيان والاستفتاء الذي كان مقررا.