دعا الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم مناضلي الحزب وإطاراته إلى تغليب المصلحة العليا للحزب والتخلي عن ذهنية »احتكار النضال« لصالح فئة على فئة أخرى، وأوصى بضرورة الإيمان بأن التداول على السلطة والترشح في الحزب ضرورة كما أنه سنّة كونية، وحث المناضلين على الاقتراع بقوة على قائمة الأفلان حتى يستكمل مسيرة البناء والتشييد التي باشرها طيلة عقود. اختار الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني ولاية تيارت ليتحدث عن حالة التململ التي عرفها الحزب خلال الفترة الأخيرة، حيث شدد بلخادم على أن الأفلان لم يوجد إلا من أجل خدمة المواطنين والشعب، كما أنه ليس حزب زعامات، مشيرا إلى أن قيادة الحزب تداول عليها عدة مسؤولون حرصوا كلهم على إعلاء كلمة الحزب وخدمة الوطن. وأضاف بلخادم في تجمع شعبي نشطه أمس بولاية تيارت جمع مناضلي تيارت وتيسمسيلت »إن الذين يظنون أن النضال حكر عليهم فهم مخطئون.. فالنضال السياسي -على حد تعبيره- ليس رصيدا بنكيا يأخذ منه الإنسان كلما أراد ذلك«، بدليل أن »الناس الذين أسسوا جبهة التحرير الوطني وصعدوا إلى الجبال ليس ابتغاء للمناصب والمكاسب وإنما من اجل تحرير البلاد«، ولفت إلى أن مبادئ الافلان هي العطاء والوفاء والتضحية. وطمأن الأمين العام للحزب الحضور بقوله »اطمئنوا فالناس تعرف معادن الرجال« مرجعا أسباب غضب بعض القيادات إلى خلو القوائم الانتخابية من أسمائهم حيث قال »هؤلاء لم يغضبوا قبل 25 مارس« في إشارة منه إلى تاريخ الانتهاء من إعداد قوائم الترشيحات للحزب وأضاف »إن كل من يعتقد أن النضال هو حكر على بعض فهو مخطئ«. واستنكر الأمين العام طريقة تعبير القيادات عن غضبها حيث أشار إلى أنه من حق الإنسان أن يغضب لكن ليس إلى درجة الإضرار بمصلحة الحزب« موضحا إن »جبهة التحرير الوطني أمانة في أعناقنا« وعليه يتطلب من المناضلين »تقديم كل شيء بإخلاص وتفان«، ودعا إلى التخلي عن فكرة »حزبي موجود حيث وجدت أنا«، موصيا إلى الأخذ ب »أنا موجود حيث يوجد حزبي« وهو ما يتطلب التنازل لصالح مصلحة الحزب. وبدا بلخادم قويا في تصريحاته حيث أبدى كثيرا من التحدي عندما قال »اللي رافد السما يخليها تطيح« في إشارة منه إلى التهديدات التي ما انفك ترددها بعض الغاضبين، داعيا القيادات الغاضبة إلى الإدراك بأن التداول هو سنة الله في خلقه، وأضاف »الجماعة اللي مخاصميني إذا صابوني درت بنتي ولا ولدي في قسمة أو محافظة يحاسبوني«. وحث أمين عام الافلان مناضلي ومواطني ولايتي تيارت وتيسمسيلت على التصويت بقوة واختيار قوائم الافلان، محذرا من الأطراف التي تتربص بالجزائر، وعليه يتوجب على حد قول الأمين العام الذهاب بقوة إلى مكاتب الاقتراع يوم العاشر ماي القادم للتصويت لقطع الطريق وتخييب ظن كل الذين يريدون للجزائر أن تتعثر. وحذر بلخادم من الانسياق وراء بعض الجهات تريد تسويق تجارب الدول المجاور على الجزائر، حيث تدعو على التغيير »لكن بذلك التغيير الذي يهز استقرار الجزائر«.