وهيبة منداس في إطارإحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 ستشهد عاصمة الأمويين فعاليات أسبوع الفيلم الجزائري بسوريا الذي سيمتد من العاشر أوت ويستمر إلى غاية18 من ذات الشهر حيث سيتمكن جمهور الشام من إكتشاف نماذج من الأصوات المسرحية الجديدة في عوالم السينما الجزائرية . التظاهرة التي يشرف عليها المخرج السوري جود سعيد بحصور الأفلام وغياب أصحابها المخرجين أو الممثلين تتضمن قائمتها العديد من الأفلام في صنفي الأفلام القصيرة والطويلة التي دعمتها تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007 ، قائمة الأفلام الطويلة فستضم كل من فيلم "رشيدة" ليمينة بشير شويخ المنتج في 2004، فيلم "دوار النساء" لمحمد شويخ 2005، فيلم "عائشات" لسعيد ولد خليفة وتدور الأفلام المنتقاة حول نتائج العنف الدموي التي عرفته الجزائر طيلة عشرية همجية الإرعاب الذي تحولت يومياته إلى مشاهد للرعب والموت المجاني وهنا نطرح سؤالا عن معايير إختيارهذه الأفلام التي تقدم للمشاهد العربي رؤية سوداوية عن المجتمع الجزائري فماذا لو قدمنا لأشقائنا في سوريا الوجه المضيئ للجزائر ما بعد الإرهاب والمشاريع ما بعد تدمير البنى التحتية وجهود الجزائر الرجوع إلى المجتمع المدني العالمي وربما هو إغفال وإهمال دور الصورة في ترميم ما يروج له الغرب حول الجزائر وتصحيح الصورة المشوهة في حين يرمم أشقائنا في تونس والمغرب ومصر وسوريا صورة الواقع اليومي القبيح في الكثير من الأحيان وبالمقابل لا يعني ذلك السقوط في فخ الإطناب والتهليل ، فيلم عائشات فيلم "عائشات" الذي أنتج في إطار تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية "2007" بتكلفة ، يعود إلى المأساة الوطنية من خلال ما عرف بحادثة "الهايشة" المروعة التي شهدتها منطقة حاسي مسعود في 2001، هذه الحادثة نقلها ولد خليفة من الواقع إلى الشاشة الكبيرة يتناول فيلم ولد خليفة حادثة واقعية غاية في الحساسية، وهي قصة نساء تنقلن للصحراء الجزائرية بحثا عن عمل، حيث عملن كمنظفات وخادمات، لكن فئة من رجال المنطقة لم تستسغ طريقة عيش النساء اللواتي حافظن على نفس نمط الحياة الذي تعوّدن عليه في العاصمة، ليتعرّضن إلى اعتداءات حيث تمّ اغتصابهن وكذا حرق منازلهن التي حطمت وخربت عن آخرها...المخرج سعى إلى تجسيد المعاناة التي مرت بها النسوة بمشاركة نخبة من الفنانات الجزائريات على رأسهن ريم تاعكشوت، حجلة خلادي وسامية مزيان وقد اعترف المخرج سعيد ولد خليفة "فيلم عائشات لا يطمح لحل مشكل العنف الممارس ضد النساء و لا إلى تغيير المجتمع الجزائري ، وإنما هو مجرد عمل ميداني يروي وقائع حادثة مؤلمة كما أنه لم يكسر كل الطابوهات التي تعبر بعمق عن معاناة المرأة ، لأن المجتمع به طابوهات عديدة ، وهو ومكبل بجملة من التقاليد جعلت المواطن يختفي وراء هذه الممنوعات حتى لا يتحمل مسؤولية العنف الذي تعاني منه المرأة . هذه الطابوهات ستظل قائمة ولا يمكن ترجمتها بسهولة ، وهو ما جعلنا اليوم بحاجة إلى فرويد عربي " من جهته يتناول فيلم "دوار النسا " الذي فاز "بالجائزة الاولى للافلام الروائية الطويلة في مهرجان روتردام للسينما العربية 2006 سيناريو و إخراج محمد شويخ تمثيل صوفيا نواصر، خالد بن عيسى، باهية راشدي، عايدة قشود، نوال زعتر، أمينة شويخ على مدار الساعة و40 دقيقة،قصة نساء عاديات إندفعن للدفاع عن أنفسهنَّ في ظروف غير إعتيادية لمواجهة الإرهاب الأعمى . ويركز الفيلم على قرية صغيرة معزولة غالباً ما يهاجمها الإرهابيون الذين ينحدرون من الجبال المحيطة بها. عندما يعمل الرجال تتعلم النساء إستعمال الأسلحة الأوتوماتيكية، وتشكيل دوريات إستطلاع " الخوف دججنا بالأسلحة " تقول الفتاة الشابة صابرينا، ولكن على رغم من الخوف فإن النساء يتزوجن، وينجبن الأطفال، ويحرسن المدينة. ويدحضن فكرة تفوق الرجل ودوره التقليدي في الحماية.وةستكون الفرصة أيضا لعرض فيلم "رشيدة" للمخرجة يمينة بشير شويخ حيث نتابع ألم رشيدة التي تجسدها الممثلة إبتسام جوادي - وهي بطلة الفيلم - التي تعمل معلمة في مدرسة ابتدائية ، وتسكن في إحدى الأحياء الشعبية مع والدتها –بهية راشدي- ، كيف تعيش حياتها اليومية ككل المعلمات في العاصمة ، وفي الجهة المقابلة يتم التحضير لوضع قنبلة في مدرسة الأطفال التي تعمل فيها رشيدة ، والتي ترفض أن تتعاون مع الإرهابيين لزرع القنبلة في مدرستها ، مما يؤدي إلى إصابتها ، ,ويجعلها تقرر أن تهرب هي ووالدتها إلى الريف بعد شفائها، كآخر الحلول الممكنة لتجنب شبح الإرهاب والألم والدماء . إلى جانب ذلك سيتم عرض فيلم "ما وراء المرآة" للمخرجة نادية شرابي ونخبة من الأفلام القصيرة منها فيلم "بابل" لخالد بن عيسى، "حراقة" لحسن تواتي، "الشك" لعمار سي فضيل، "ما يجب أن نفعله" كريم موساوي ،"ساحل الجزائر" حسان فرحاتي، "كسوف كلي" بن حاج محمد ياسين الأكيد أنه بعد نجاح الأسبوع الثقافي الجزائري بسوريا المنعقد مؤخرا وبفضل البرنامج الثري سيكون الجمهور السينمائي السوري على موعد مع بانوراما من الإبداع السينمائي الجزائري