تم أمس التوقيع على اتفاقية تعاون مشتركة بين الكشافة الإسلامية الجزائرية وجمعية مرشدات الكشافة الفرنسية ، حيث تضمن هذا البروتوكول الذي سيدوم خمس سنوات، برنامجا مكثفا يهدف أساسا إلى تأطير الحركة الشبابية وتفعيلها مع المستجدات الحاصلة في جميع المجالات إيمان سايح تتمحور الاتفاقية الموقعة أمس، حول تبادل الخبرات في مجال البرامج والمناهج الكشفية وتأهيل وتكوين القيادات، كما سيشرف الطرفان من خلالها على تنظيم أنشطة تهتم بخدمة وتنمية المجتمع، وأخرى خاصة بحماية البيئة والمحيط وترقية ثقافة الحوار والتسامح، حيث أكد القائد العام للكشافة الإسلامية نور الدين بن براهم أن العمل على "إعطاء الأبعاد الثقافية الجزائرية للجالية المتواجدة بفرنسا" يعتبر أحد أهم العناصر الأساسية التي يرتكز عليها بروتوكول التعاون، والذي يسعى الطرفان إلى جعله "أكثر اعتدالا"، خاصة فيما يتعلق بتبادل الثقافات من الجانب الديني، مؤكدا بأن التعاون "قائم على الاحترام المتبادل لثقافة وديانة الآخرين". وفي إطار خطة العمل التي وضعتها القيادة العامة للكشافة الإسلامية الجزائرية لسنة 2008، تضمن البروتوكول الموقع بين الطرفين برنامجا مكثفا، فقد أكد مفوض العلاقات الدولية في الكشافة الإسلامية عبد الكريم مشاي، أن الخطة السنوية للأنشطة سترتكز على تبادل الزيارات فيما يتعلق بالمكونين، المتربصين والشباب من كلا البلدين، معلنا بأن الكشافة الجزائرية ستقوم بإيفاد حوالي عشرة مكونين إلى فرنسا لتستقبل نفس العدد من الجانب الفرنسي، كما تحدث عن إرسال ما يقارب 15 متربصا جزائريا واستقبال آخرين فرنسيين، وفيما يتعلق بالشباب الفرنسي فقد أشار المتحدث إلى استقبال 50 شابا مقابل إيفاد 100 آخرين من الجانب الجزائري. وحول تاريخ البدء في تطبيق بنود البروتوكول، أشار المتحدث إلى أن الطرفين سينطلقان "مباشرة" في تنظيم النشاطات الرامية إلى تبادل الخبرات والثقافات، حيث تحدث عن تنظيم نشاطات متعلقة بحماية البيئة والمحيط وأخرى خاصة بإعادة إدماج السجناء الذين أنهوا عقوبتهم، إلى جانب تبادل الدعوات بين الطرفين لتجسيد هذه النشاطات، مشيرا إلى أن أول لقاء سيتم شهر مارس المقبل بفرنسا ويهدف إلى إعادة إدماج المعاقين في الحركة الكشفية، كما تحدث عن تنظيم ندوة حول البرامج والمناهج الكشفية على مستوى الجزائر خلال عطلة الربيع. وفي سياق حديثه عن مصدر تمويل هذا البرنامج الذي سيدوم إلى غاية 2012، أشار مفوض العلاقات الدولية في الكشافة الإسلامية، إلى أن أطرافا عديدة ستساهم في تفعيل هذا البروتوكول، حيث أشار إلى أن هذا التعدد "يندرج بدوره في إطار التبادل"، فعلى غرار وزارة الشباب والرياضة، ستساهم كل السفارة الفرنسية والسلطات الفرنسية بالجزائر في المشروع، فضلا عن المساهمات الرمزية التي يمنحها شباب الكشافة الإسلامية بشكل يومي. وقد اغتنم القائد العام للكشافة الإسلامية فرصة اللقاء للإعلان عن تدشين أول متجر كشفي وطني الأسبوع المقبل، في انتظار تعميم هذه التجربة الأولى من نوعها لتمس باقي ولايات الوطن، حيث أكد بأن المتجر يهدف إلى تقديم خدمات متميزة للشباب من خلال تمويلهم بالتجهيزات المتعلقة باهتماماتهم في نشاطهم الكشفي، خاصة فيما يتعلق بالوسائل المستعملة في المخيمات الصيفية وغيرها من الأدوات التي ستكون في متناولهم، حيث أشار إلى أن الحكومة كانت قد قررت خلال هذه السنة منح ميزانية خاصة لدعم البيداغوجية الكشفية تتمكن خلالها من رفع عدد البدل الكشفية المنتجة من 60 ألف إلى 100 ألف خلال 2008، كما أشار إلى أن المشاريع المسطرة مرشحة بدورها إلى الارتفاع لتصل خلال هذه السنة إلى 250 ألف مشروع بعدما كانت تقدر ب85 ألف، وذلك من أجل مساعدة الحركة الكشفية ودفعها نحو الإبداع والابتكار. ومن الجانب الفرنسي، أشار رئيس الكشافة والمرشدات قليوم لوغو إلى أن هذا البروتوكول يسمح لشباب البلدين بتبادل الثقافات والخبرات، مؤكدا بأن الطرفين يسعيان خلال الخمس سنوات القادمة إلى "منح الشباب الإمكانيات اللازمة من أجل البناء"، خاصة وأن "الكشافة عبارة عن مدرسة تهدف في الأساس إلى نشر السلم" على حد قوله، كما أن اختلاف الديانات بين البلدين يعتبر فرصة للشباب تمكنهم من التفتح على الثقافات الأخرى في ظل الاحترام المتبادل، ولقد أبدى قليوم لوغو إعجابه بالإستراتيجية التي تنتهجها الكشافة الإسلامية الجزائرية، حيث أكد بأن الزيارة التي قام بها جعلته "يأمل في الاستفادة مما تقدمه الكشافة في الجزائر".