قامت أوّل أمس، مصالح الأمن بوهران بحجز كميّة من لحوم الخنازير الموجّهة للترويج في عملية هي الثانية من نوعها في أقّل من أسبوعين، موازاة مع حجز مصالح الجمارك بالميناء لقنطارين و20 كلغ من اللّحوم المجمّدة الفاسدة والمستوردة من الخارج. تعيش الأسواق الوهرانية هذه الأيّام في حالة ترقّب وتخوّف دائمة، على إثر انتشار أخبار مفادها ترويج لحوم الخنازير التي أعادت إلى الأذهان سيناريو تسويق كميّات كبيرة من لحوم الحمير في السنوات الماضية، وظهرت هذه التخوّفات بعدما فتحت مصالح الأمن قبل أسبوعين تحقيقا في قضيّة العثور على بقايا متعلّقة ب 12 خنزيرا، بمنطقة "راس العين" بحيّ بلانتير الشعبي، حيث تمّ ذبحها وترويج لحومها. وقد تمّت الإشارة آنذاك إلى أنّ هذه اللّحوم كانت موجّهة للمغتربين الذين يبحثون عن لحوم الخنازير ويشترونها بأثمان معتبرة، لكن يبدو أنّ هذا النشاط غير الشرعي، لم يكن مقتصرا على المغتربين فقط، وإنّما للتسويق المحلّي، حيث تمّ يوما قبل حلول شهر رمضان، حجز كميّة من اللّحوم المتعلّقة بثلاثة خنازير مذبوحة إضافة إلى بقاياها بنفس المنطقة. ولا يزال التحقيق جاريا حول هذه الحادثة التي زرعت الرعب والاشمئزاز في قلوب الوهرانيين ووجهة اللّحوم، في الوقت الذي يتزايد فيه نشاط مذابح غير شرعية على مستوى عدّة أحياء وبلديات، تغرق الأسواق باللّحوم دون إخضاعها للمراقبة البيطرية، حيث تمّ قبل أسبوعين، حجز أكثر من 2 قنطار من اللّحوم وإحالة عدّة ملفات على العدالة. وموازاة مع الحملات التفتيشية التي تباشرها فرق مراقبة الجودة والنوعية وقمع الغشّ التابعة لمديرية التجارة، تمكّنت أوّل أمس، مصالح الجمارك على مستوى الميناء من حجز 2.2 قنطار من اللحوم المجمّدة المستوردة من الخارج والتي تبيّن أنّها لا تصلح للاستهلاك، ويأتي ذلك بعدما تقرّر إلغاء الحظر على استيراد هذا النوع من اللّحوم، حيث جلب الكثير من المستوردين حاويات مشحونة باللّحوم المجمّدة مع قرب انتهاء مدّة الحظر، لإغراق الأسواق المحليّة بها باعتبار أنّها تعرف استهلاكا واسعا في شهر رمضان، ويجدر الذكر أنّه تمّ في الأشهر الأخيرة، حجز أكثر من 200 طنّ من اللّحوم المجمّدة غير الصالحة للاستهلاك.