ردّد أوّل أمس، رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرّة سلطاني، العديد من الرسائل المشفّرة الموجّهة لخصومه، أثناء إشرافه على عملية تجديد الهياكل بوهران، كخطوة أخرى في مسار تجاهل بنود الصلح التي نصّت عليها قرارات المرجعية، ما عمّق الشرخ لينضمّ صوت المكتب الولائي السابق إلى أصوات 21 مكتبا ولائيا أعلنوا تمرّدهم على أبو جرّة. ب.فيصل أسفرت عملية تجديد الهياكل التي جرت نهار الخميس على مستوى فندق الموحّدين، عن انتخاب مدبر علي الشريف، نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي، رئيسا للمكتب الولائي لوهران، بدلا من النائب بالبرلمان أمين علوش، وتمّ انتخاب نائبه نور الدين محتار، مندوب القطاع الحضري البدر، أمّا بالنسبة لمجلس الشورى، فقد تمّ انتخاب رئيسه، عبد العزيز سجراري وهو نائب سابق بالبرلمان، وانتخب نائبه، أحمد سهلي. وقد جرت عملية التجديد في غياب تامّ لهياكل المكتب السابقين على رأسهم أمين علوش وإبراهيم خوجة، تعبيرا عن رفضهم لسياسة رئيس الحركة التي تجاهلت بنود وثيقة لندن للصلح، والتي تنّص في إحداها على تجميد عملية تجديد الهياكل الولائية والبلدية وتشكيل لجنة وطنية لمتابعة التجديد. وبهذا الصدد، أكّد أبو جرّة سلطاني في خطابه أمام المناضلين، أنّ تجديد الهياكل لن يتّم بتدخّل من المركزية أو جهات عليا بالحركة وإنّما يكون على المستوى القاعدي عن طريق الانتخابات، ضاربا قرارات المرجعية الداعية للإصلاح، عرض الحائط، وأضاف قائلا: "يجب وضع الخطوط الحمراء داخل الحركة وما ينشر في الصحافة لا يعنينا.." دون مبالاة بالتيّار المناوئ له بقيادة عبد المجيد مناصرة، حيث بعث إليه بالعديد من الرسائل المشفّرة مصنّفا خصومه ضمن أربع تيّارات تدير الحركة ظهرها لها هم أصحاب المصالح الضيّقة، المحتبسون في الماضي، أصحاب الأفق الضيّق وفقهاء الأوراق. وركّز رئيس حركة مجتمع السلم على انتهاج الخطاب الواقعي للتصدّي للمشاكل الاجتماعية وترسيخ الديمقراطية داخل الحركة في إشارة إلى محاولة تدخّل المركزية في شؤون تجديد الهياكل، وأضاف أنّ هناك ظلما لبعض الإطارات التي تمّ إقصائها وإبعادها بطرق غير شرعية، داعيا إلى تعزيز شرعية النضال الميداني. وتعدّ خطوة تجديد الهياكل على مستوى وهران بعد سلسلة التجديد التي شرع فيها أبو جرّة عقب المؤتمر الرابع، ضربة موجعة أخرى لخصومه الذين يتزايدون بعدما وقّع مؤخّرا 30 نائبا بالبرلمان تابعين للحركة، بيانا احتجاجيا معلنين وقف تعاملهم مع رئيس الحركة إلى جانب 21 مكتبا ولائيا، بسبب عدم سعيه لرأب الصدع داخل الحزب.