قال الأمين الوطني المكلف بالتنظيم في حركة مجتمع السلم، نعمان لعور، أن عملية تجديد الهياكل المحلية التي تقاطعها بعض الهياكل المحلية استجابة لنداء جماعة مناصرة سجلت تنصيب 38 مجلسا تنفيذيا ولائيا، وهي تسير وفق ما كان مخطط له. وقال لعور إن الولايات العشرة التي لا زالت تنتظر التنصيب، سيتم الانتهاء منها بعد العيد مباشرة. * وقال القيادي في "حمس"، في اتصال هاتفي مع "الشروق اليومي": "لقد انتهينا من تنظيم 38 مجلسا تنفيذيا ولائيا إلى غاية اليوم، ولازالت عشر ولايات سننتهي منها بعد العيد مباشرة، عندما يعود أعضاء المكتب التنفيذي الوطني من البقاع المقدسة"، باعتبار أنهم المخولون بالإشراف على العملية، مشيرا إلى أن الكثير من الولايات انتهت من كافة الإجراءات، ولم يتبق غير عملية الانتخاب، مستدلا في هذا الإطار بولايتي تندوف وبشار، في انتظار ولايات إليزي والأغواط وبومرداس وغرداية. * ورفض المتحدث الانتقادات التي يرفعها المساندون لمناصرة، والذين يتهمون أبو جرة بالانفراد بتجديد الهياكل وتجاوز الأطر المحلية والقيام بعملية تطهير مبرمجة لكل المعارضين. * وبرّأ نعمان لعور، رئيس الحركة أبو جرة سلطاني من تهم إفراغ الهياكل المحلية من أسماء الذين عارضوه في المؤتمر الأخير، وأكد بأن رئاسة الحركة ليس من صلاحياتها الإشراف على عملية التنصيب التي تبقى من اختصاص المكتب التنفيذي الوطني، وفقا للقانون الأساسي والنظام الداخلي للحركة، لافتا إلى أن القضية مسألة أفراد فقط، رفضوا الاحتكام إلى الصندوق في عملية تجديد الهياكل، والوقت لا يسمح بانتظارهم، مشيرا إلى أنه "لو كان فيه اعتداء على القانون الأساسي للحركة، لتلقينا طعونا، وهو ما لم يحدث". * وعلى النقيض مما سبق، أكد النائب عبد العزيز منصور، المحسوب على جناح مناصرة في الحركة، أن ما يقوم جناح أبو جرة سلطاني في عملية تنصيب الهياكل، اعتداء صارخ على القانون الأساسي والنظام الداخلي للحركة، متهما إياه بخرق الاتفاقات ومبادرات الصلح، خاصة الاتفاق القاضي بتشكيل لجنة وطنية منبثقة عن مجلس الشورى الوطني، تشرف على العملية. * وأوضح منصور في اتصال هاتفي مع "الشروق اليومي"، "إن مشكلتنا في حركة مجتمع السلم تكمن في إرادة أبو جرة سلطاني إقصاء القيادات المعارضة لرأيه وتوجهاته وإبعادهم عن تسيير شؤون الحركة"، وهو الأسلوب الذي لم يسبق العمل به كما قال المتحدث حتى في حزب جبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطني الديمقراطي، اللذان شهدا وضعيات مماثلة، لكن استطاع الأفلان مثلا أن يحافظ على القيادات التي كانت موالية لبن فليس. * ودعا القيادي في حمس، أبو جرة، إلى العودة إلى تقاليد الحركة، والاستلهام من حكمة مؤسسها الراحل، محفوظ نحناح، الذي عاش وضعية مشابهة لتلك التي تعيشها الحركة اليوم، وكان ذلك في منتصف التسعينيات، عندما قرر الراحل نحناح المشاركة في المجلس الوطني الانتقالي، غير أن القرار رفض من طرف الكثير من القياديين يومها، وفي مقدمتهم عبد المجيد مناصرة، ليحتكم الطرفان في الأخير إلى مجلس الشورى، الذي حسم لصالح الراحل نحناح. ويومها يضيف منصور لم يقص نحناح مناصرة ومن كان معه، وإنما عينه في المجلس الوطني الانتقالي. "هذا هو الأسلوب الحكيم الذي يجب أن يتحلى به أبو جرة اليوم"، يضيف المتحدث. * واضاف منصور، أن أبو جرة يسعى من وراء إقصاء خصومه اليوم، إلى فرض منطق الأرقام، في اجتماع مجلس الشورى المرتقب في 15 أكتوبر المقبل، بينما المعركة معركة توجه ومنهج، و"هذا أسلوب غريب عن تقاليد الحركة"؛ لأن إقصاء جناح بأكمله لا يخدم إلا خصوم الحركة، ونتائجه ستكون وخيمة على الطرفين.