رفض أمس أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم الفصل في مسألة استقالته من الحكومة التي كانت محل خلاف في المؤتمر الرابع وكادت تعصف بأشغاله، وقال إن المؤتمر حرره من الشروط التي وضعها خصومه في الحركة، وأعاد في المقابل كل شخص إلى حجمه الطبيعي في إشارة واضحة منه لمنافسه الأسبق عبد المجيد مناصرة، كما توعد أبوجرة بفصل أنصار مناصرة من الحركة إذا تمادوا في تصريحاتهم الإعلامية. على عادته فضل أبو جرة سلطاني أمس المناورة في رده على أسئلة الصحفيين في أول ندوة صحفية يعقدها بعد إعادة تزكيته على رأس حركة مجتمع السلم لعهدة جديدة، ورفض تقديم إجابة واضحة وشافية لسؤال جوهري يتعلق بمصيره في الحكومة، واكتفى بالقول إنه سيتفرغ لتسيير الحركة دون الجزم في قضية الاستقالة وهي الإجابة التي تحمل أكثر من قراءة وأكثر من تأويل، رغم أن القراءة الأقرب هي الاستقالة، قبل أن يتراجع في إجابته على سؤال آخر بالقول إن المؤتمر الرابع قد حرره من الأغلال التي وضعتها في يديه لجنة التحضير للمؤتمر، وإنه تخلص من شرط الاستقالة من الحكومة مقابل الترشح لرئاسة الحركة، في إشارة واضحة منه إلى إمكانية احتفاظه بمنصبه الوزاري باعتبار أن المؤتمر فصل لصالحه، لكنه وعد في المقابل بالكشف عن المزيد في هذا الموضوع خلال الأيام القليلة المقبلة قائلا "ما يزال في جعبتي الكثير وسأكشف عن المزيد"، في المقابل نفى كل ما أكده محمد جمعة - الذي كان يشغل منصب الناطق الرسمي للحركة قبل المؤتمر – في تصريح صحفي أمس من أن أبو جرة سيستقيل من منصبه الوزاري، حيث أشار سلطاني إلى أن تصريحات جمعة تخصه وحده، وأنه لم يعد الناطق الرسمي باسم الحركة. وبالمناسبة أوضح أبو جرة سلطاني أن كل هياكل الحركة قد تم حلها بعد المؤتمر الرابع ومنها المجلس السياسي، مجلس التربية والدعوة، المجلس الاقتصادي، كما تمت مصادرة مجلة المختار، في انتظار إعادة تنصيب هياكل أخرى من قبل المفوضين بذلك وهم رئيس الحركة، ورئيس المجلس الشوري، ونائبيه. ومن جهة أخرى، حذر سلطاني كافة مناضلي الحركة وإطاراتها من التصريح خارج أوساط الحركة قائلا "سوف أتصدى لكل من يفتح فمه خارج أوساط الحركة" واصفا لجوء بعض المصرحين من أبناء الحركة إلى إخفاء أسمائهم في التصريحات التي يقدمونها بالتصرف الجبان. وفي سياق ذي صلة لم يتوان أبو جرة في وصف مناصرة وجماعته بالمخزن أو الديوان مؤكدا أن المؤتمر لم يحسم بخطبة جمعة، أو بتنازل فلان أوعلان معللا ذلك بزيادة الضغط على المؤتمرين بعد تنازل مناصرة إثر بروز جناح ثالث، وقال أبو جرة إن المؤتمر أعاد كل واحد إلى حجمه الطبيعي، في إشارة منه إلى منافسه مناصرة، وأضاف أن أشغال المؤتمر انطلقت بمنطق مسح الطاولة، حيث مسح المؤتمرون كل ما تم تحضيره للمؤتمر،لأنهم -حسب أبي جرة- أحسوا أن ما تم تحضيره لم يكن من أجلهم بل من أجل من وصفهم بالديوان والمخزن الذي يقصد به جماعة مناصرة واصفا إياها بالجماعة التي تريد الاستحواذ على الحركة. أما عن مصير مناصرة فقد أكد سلطاني أنه ليست لديه أية تصفيات مع أي كان قائلا" لا تتصوروا أن تصدر عني حركة تصفية حساب مع أحد". وتوعد سلطاني أربعة أصناف بالفصل من الحركة، وهم المنفصلون عن قواعدهم، أولئك الذين يتحدثون خارج أطر الحركة، أصحاب البطولات الفردية، والغائبون عن الحركة الذين يتعاملون معها عن طريق المراسلة. كما أكد المتحدث من جهة أخرى أن تعديل الدستور أصبح من الأولويات وأن التغيير السياسي الذي تنادي به الحركة يشمل تعديل الدستور. وفي ختام الندوة الصحفية، قامت الابنة الصغرى للشيخ محفوظ نحناح رحمه الله بوضع برنوس أبيها على كتفي أبو جرة في سيناريو استعراضي لإضفاء مزيد من الشرعية على الرجل، رغم أن عائلة نحناح كانت في صف مناصرة عشية المؤتمر الرابع.