تميزت جلسة أول أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بجو مشحون ميزته تدخلات كل من الرئيس الأمريكي جورج بوش والرئيس الإيراني أحمدي نجاد الذي لم يفوت الفرصة لتوجيه انتقادات لاذعة لواشنطن وسياستها "البلطجية"، متبوعة بهجوم خطابي عنيف على إسرائيل و"الصهاينة القتلة" كما جاء في خطابه أمام جموع مندوبي العالم. وقال الرئيس الإيراني إن عددا محدودا من الصهاينة "المخادعين" يتلاعبون بالأمريكيين والأوروبيين. وغادر الأمريكيون والإسرائيليون، كما جرت العادة، مقاعدهم خلال إلقاء احمدي نجاد خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال الرئيس الإيراني في إشارة إلى إسرائيل "اليوم النظام الصهيوني في منحدر انهيار أكيد.. ولا سبيل أمامه للخروج من البالوعة التي خلقها هو ومؤيدوه." وفي سياق مهاجمته لإسرائيل قال الرئيس الإيراني "في فلسطين، ما زالت ستون عاما من المذابح والغزو مستمرة من قبل بعض المحتلين الصهاينة المجرمين" وأضاف "أن الصهاينة المخادعين يحتالون على الأمريكيين والأوروبيين ويسيطرون على النظامين المالي والنقدي في العالم بأسره". وواصل قائلا "النظام الصهيوني في منحدر انهيار أكيد ولا مهرب له إلا بالخروج من البالوعة التي خلقها هو ومؤيدوه". كما توقع انهيار الولاياتالمتحدة قائلا "الإمبراطورية الأمريكية في طريقها إلى الانهيار ويجب على حكامها الجدد أن يحصروا أنفسهم في حدودهم" ومضى يؤكد وجود مقاومة متنامية في العالم للعدوان والجشع الذي تمارسه "قوى الاستكبار" وهي عبارة تستخدم عادة في الإشارة للولايات المتحدة وحلفائها. ودافع أحمدي نجاد في كلمته عن برنامج إيران النووي وشدد على أن طموح إيران النووي لأغراض سلمية تماما وان طهران تتعاون بشكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة والتي تتخذ من فبينا مقرا لها. وقال إن بعض القوى التي تمارس "البلطجة" تحاول إفشال طموحات إيران النووية السلمية ولكن طهران ستقاوم وستدافع عن حقها في الحصول على الطاقة النووية. وانتقد الولاياتالمتحدة والقوى الأخرى التي قال إن الصهاينة يتلاعبون بها. وتابع "إن الشعب الإيراني العظيم سيقاوم البلطجة وقد دافع وسيدافع عن حقوقه. "إن الأمة الإيرانية تؤيد الحوار. ولكنها لم تقبل ولن تقبل المطالب غير الشرعية." وقال أحمدي نجاد في مؤتمر صحافي أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتعرض لضغوط من واشنطن وان المزاعم التي ترددها الولاياتالمتحدة ضد إيران "سطحية ومضحكة" ومزيفة بشكل واضح. واستطرد "هذا التزييف نفذ بشكل سيء لدرجة أن أي تلميذ صغير سيفضحه." وتنظر إسرائيل التي تعتبر على نطاق واسع الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تملك أسلحة نووية إلى إيران على أنها تهدد وجودها. وسئل أحمدي نجاد عن إمكانية قيام إسرائيل بعمل عسكري ضد إيران فشكك في قدرة إسرائيل العسكرية وفاخر بقوة إيران وحجمها. وقال "إيران لديها عدة طرق للدفاع عن مصالحها وهي قوية جدا وتملك القوة الكافية لمنع أي أنشطة قبل أن تصوب نحونا البنادق." وكان بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة من بين الذين تحدثوا الثلاثاء وطالبوا إيران بالانصياع لقرارات مجلس الأمن والتعاون مع وكالة الطاقة بشكل أفضل. وفي أول رد فعل إسرائيلي قال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز بعد كلمة أحمدي نجاد إن "هذه هي المرة الأولى في تاريخ الأممالمتحدة التي يظهر فيها رئيس دولة صراحة وعلانية ويوجه اتهامات قبيحة وشريرة إلى بروتوكولات حكماء صهيون". وقال بيريز إن هذا لم يحدث قط في هذا المبنى أو في الأممالمتحدة، مضيفا أنه يعيد إلى الأذهان "أكثر الاتهامات الشريرة في جو من الكراهية" ومعاداة السامية. ومن جهته اتهم الرئيس الأمريكي جورج بوش في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تعتبر الأخيرة له في هذا المنبر،سوريا وإيران بالاستمرار في دعم ما سماه الإرهاب، وقال إنه لا مكان "للإرهاب" في العالم المعاصر. وشدد الرئيس الأمريكي على ضرورة قيام المنظمة الدولية بفرض عقوبات على إيران وكوريا الشمالية بسبب برنامجيهما النووين، ودعا المجتمع الدولي إلى دعم ما وصفها بالديمقراطيات الناشئة، وأشار في هذا السياق إلى العراق ولبنان وجورجيا. وعلى صعيد آخر،أدان المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية باراك أوباما "بشدة" هجوم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على إسرائيل في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ودعا منافسه الجمهوري جون ماكين للتعاون لفرض مزيد من الضغوط على طهران بشأن ملفها النووي. وقال أوباما في بيان خاص "أدين بشدة الملاحظات المشينة للرئيس نجاد، وأنا محبط لكونه يحظى بمنبر للتعبير عن حقده، وعن مواقفه المعادية للسامية". واعتبر المرشح الديمقراطي أن أمن إسرائيل، التي وصفها بحليفة أمريكا، مهم جدا للأمريكيين. وفي سياق الضغط على إيران، تطرق أوباما إلى الملف النووي الإيراني قائلا إن "التهديد" الذي يمثله البرنامج النووي الإيراني خطير، داعيا الأمريكيين للتوحد حول فرض عقوبات قوية وزيادة الضغوط على النظام الإيراني. ودعا أوباما منافسه الجمهوري جون ماكين للانضمام إليه، في تقديم نص مشترك إلى مجلس الشيوخ يهدف إلى زيادة الضغط على نظام طهران، من شأنه أن يتيح للولايات المتحدة والشركات الأمريكية الخاصة، قطع علاقاتها مع الشركات التي تتعامل مع إيران. الوكالات/ واف