أكد، أمس، عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية بميدراند (جنوب إفريقيا) أن انضمام الجزائر إلى الإتحاد من أجل المتوسط لا يعتبر تراجعا عن "انتمائها الأزلي" إلى القارة الإفريقية، موضحا أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سيقدم تقرير الجزائر حول تطبيق برنامج العمل في مجال الحكم في شهر جانفي 2009 بأديس ابابا. أوضح عبد القادر مساهل في تصريح صحفي على هامش عرض تقرير الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء حول الجزائر أمام البرلمان الإفريقي أن الجزائر تنتمي إلى الفضاء الإفريقي مثلما تنتمي إلى الفضاء المغاربي والمتوسطي، وأشار مساهل إلى أن إقدام الجزائر على الانضمام إلى الاتحاد من اجل المتوسط في جويلية الفارط لا يعني بالضرورة تراجعها أو تخليها عن القارة السمراء، وفي هذا السياق وصف مساهل انتماء الجزائر إلى إفريقيا بالانتماء الأزلي، وهو وصف يعكس مدى تمسك الجزائر بالقارة السمراء التي تنتمي إليها، ومدى الأولوية التي تمثلها هذه الأخيرة بالنسبة للجزائر حكومة وشعبا. كما جدد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية موقف الجزائر من القضية الصحراوية مؤكدا أن هذا الموقف ظل ثابتا وأن الجزائر التي عانت ويلات استعمار غاشم، وجنوب إفريقيا التي عانت على مدى خمسة قرون من "الأبارتيد" عليهما مساندة الشعب الصحراوي في كفاحه من أجل ممارسة حقه الشرعي في تقرير المصير والاستقلال طبقا للشرعية الدولية. وكانت الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء إحدى أهم المحاور التي ركز عليها مساهل في تصريحاته الهامشية، مشيرا إلى"الأهمية البالغة" التي تكتسيها هذه الآلية، خاصة وأن مسألة الحكم الراشد تعد من أولويات مبادرة الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا (نيباد)"، كما أكد مساهل على ضرورة تعزيز هذه الآلية حتى لضمان تقييم أكثر دقة، وهذا من خلال أخذ استجوابات هذه الآلية بعين الاعتبار التنوع والاختلاف الموجود بين الدول الإفريقية. وذكر مدلسي بأن آلية التقييم من طرف النظراء قد نتج عن التقرير الوطني للتقييم الذاتي وتقرير التقييم من طرف النظراء الذي أعدته بعثة الخبراء والشركاء الاستراتيجيين مؤكدا أن البعثة الإفريقية أجرت مشاورات في ظل الشفافية التامة مع السلطات العمومية والمنتخبين والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني". أما فيما يخص التحديات التي يتعين على الجزائر رفعها، أكد مساهل أن التقرير تطرق إلى إصلاح وعصرنة الدولة والمساواة بين الأشخاص وإزالة العراقيل الاجتماعية والثقافية إضافة إلى البطالة لدى الشباب ومسألة البيئة واختلالات التوازن الجهوية. كما تطرق مساهل إلى برنامج العمل الوطني من أجل تحقيق الحكم الراشد مؤكدا في هذا الصدد أن الجزائر ومن خلال تطبيق هذا البرنامج تجسد تمسكها العميق باحترام الالتزامات الدولية المتخذة من خلال انضمامها في الآلية الإفريقية للتقييم من طرف النظراء، معتبرا أن البرنامج قد أدمج كليا وبمختلف تشكيلاته ضمن مجموع البرامج الوطنية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية" مشيرا إلى أن تقرير الجزائر حول تطبيق برنامج العمل في مجال الحكم سيقدم من طرف رئيس الجمهورية خلال الاجتماع المقبل لمنتدى رؤساء دول وحكومات الآلية الإفريقية للتقييم من طرف النظراء المقرر في شهر جانفي 2009 بأديس ابابا (اثيوبيا).