تبادلت حركتا فتح وحماس الفلسطينيتان الاتهامات بشأن المسئول عن إفشال مؤتمر الحوار الفلسطيني والذي كان من المقرر أن يفتتح صباح اليوم في القاهرة بمشاركة كل الفصائل الفلسطينية برعاية مصرية. وأعلنت فتح عن اعتقادها بوجود قوى إقليمية تقف وراء قرار حماس مقاطعة الحوار الوطني الشامل. ونقلت وكالة "سما" الفلسطينية عن ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قوله: " قرار حماس وبعض الفصائل الفلسطينية بعدم المشاركة في حوار القاهرة هو قرار بعض القوى الإقليمية التي لا تريد إنجاح المسعى المصري ". وأضاف عبد ربه: "بذلت مصر حتى أخر لحظة أقصى جهد ممكن لإنجاح الحوار " ، مشيرا إلى أن مصر قدمت أول أمس ورقة محايدة تتضمن عناوين الحوار وأسماء اللجان فقط واستبعدت كل نقاط الخلاف التي طرحها أي فصيل من أجل تسهيل عقد الحوار ولم شمل الفصائل ومع ذلك رفضوا تلك الورقة". وأعرب عبد ربه عن اعتقاده بوجود قرار مسبق بتعطيل الحوار والجهد والدور المصري المبذول ، مشددا على أن تلك القوى الإقليمية التي عطلت حوار القاهرة هي ذاتها من سبق لها وعطلت اتفاق مكة لأنه كان برعاية سعودية . ومن جانبها، حمّل الناطق باسم حماس فوزي برهوم الرئيس محمود عباس وقيادة فتح المسؤولية الكاملة عن إفشال فرص الحوار استجابة للضغوط الأمريكية والإسرائيلية. كما اتهم قيادي في الحركة السلطة بعدم الرغبة في إنجاح المصالحة بسبب عدم إطلاقها كوادر حماس المعتقلة في الضفة، والتصعيد الأخير في اعتقال كوادر الحركة في الخليل، وعدم السماح لقياداتها في الضفة بالوصول إلى القاهرة للمشاركة في الجلسات. وقال أسامة حمدان، ممثل حماس في لبنان، إن حركته لم تطلب تأجيل الحوار الوطني، وإنما قررت الاعتذار عن الحضور لشعورها بعدم جدية عباس وحركة فتح في إنجاحه. وتساءل القيادي في حماس عن سبب إعلان رئيس السلطة محمود عباس أمام وزير الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس بعدم وجود معتقلين سياسيين في سجون الضفة، معتبراً ذلك إقراراً بالفيتو الأمريكي على الحوار. وأضاف: "عباس اختار موقفه السلبي أمام رايس، بالرغم من المطالبات الفلسطينية له بتهيئة الأجواء لنجاح الحوار"، مشيراًً إلى وجود أكثر من (400) معتقل من حماس يقبعون في سجون السلطة بالضفة الغربية. وفي غضون ذلك، قالت مصادر فصائلية فلسطينية إن القاهرة أرجأت عقد جلسات الحوار الفلسطيني أياما قليلة ريثما يتسنى إجراء مزيد من الاتصالات مع حركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية في محاولة أخيرة لتذليل العقبات التي حالت دون عقده.