تعهدت أحزاب المعارضة الكندية بالإطاحة بحكومة رئيس الوزراء ستيفن هاربر عند استئناف البرلمان الشهر المقبل بعد نجاح الأخير بالحصول على موافقة حاكمة كندا ميكائيل جان بتعليق عمل البرلمان تجنباً لتصويت على حجب للثقة الاثنين المقبل كانت المعارضة ستفوز به على الأرجح. وكانت ثلاثة أحزاب معارضة هي الليبرالي والديمقراطيون الجدد وكتلة كيبك تحالفت للإطاحة بهاربر وتشكيل حكومة تحالف جديدة دون انتخابات، وحددت موعدا للتصويت على حجب الثقة الاثنين المقبل في برلمان عمره أسبوعان فقط، واعتبرت تلك الأحزاب أن هاربر -الذي فاز حزبه المحافظ بالانتخابات قبل شهرين لكن دون أغلبية مريحة- لا يملك خطة لقيادة كندا في الأزمة المالية العالمية بعد حصول تباطؤ في الاقتصاد الكندي دفع وزير المالية إلى التصريح الأسبوع الماضي بتوقع حدوث ركود. إلا أن هاربر يأمل -بعد موافقة حاكمة كندا على طلبه أمس بتعليق عمل البرلمان حتى تاريخ 26 جانفي المقبل- كسب الوقت الكافي لإعداد حزمة من الحوافز يمكن لها أن تدعم الاقتصاد، وقال إن الميزانية ستكون أول ما سيناقشه البرلمان بعد استئنافه. من جهة أخرى قال قائد حزب الديمقراطيين الجدد جاك لايتون إنه لا يرى أن حكومة هاربر تحظى بالشرعية بعد الآن، "فهي موجودة لأنه تجنب إرادة البرلمان"، وقال إن هاربر "أغلق باب البرلمان حتى لا يتمكن الأشخاص المنتخبون من الكلام إنه يحاول الحفاظ على وظيفته". كما صرح رئيس الليبرالي ستيفن ديون أن المعارضة ستواصل سعيها للإطاحة بهاربر إلا إذا قام الأخير "بتغيير هائل" في التعامل مع الاقتصاد والأحزاب الأخرى، مضيفاً أنه "لأول مرة في تاريخ كندا يهرب رئيس الوزراء من البرلمان". ومن جهة أخرى يرى مراقبون أن الخلاف الذي يتفاعل داخل حزب الليبرالي يلقي بظلال من الشك حول ما إذا كان التحالف سيصمد، فديون نفسه قد يتنحى عن قيادة الحزب قبل أن تحصل المعارضة على فرصة للإطاحة بهاربر عند استئناف البرلمان، فقد وصف الليبرالي جيم كيريغيانيس أمس قيادة ديون للحزب بأنها "كارثية"، وقال إنه يجب على ديون أن يتنحى. وكان ديون واجه أحد أسوأ الهزائم في تاريخ الحزب في الانتخابات التي جرت في أكتوبر الماضي، وتعهد بعد ذلك بأنه سيتنحى عن قيادة الحزب في ماي عندما يتم اختيار قائد جديد للحزب الليبرالي. ويرى مراقبون أن ديون قد يتنحى قبل ذلك إذ إنه تسبب بإحراج المعارضة بعد الخطاب المتلفز الذي وجهه أول أمس الأربعاء رداً على هاربر، حيث عانى ديون من ارتباك في اللغة الإنجليزية كما أحدقت بخطابه المشاكل التقنية، مما جعل بعض الإعلاميين يصفه بأنه كما لو صور بهاتف جوال. كما صرح الباحث في الدستور وأستاذ العلوم السياسية في "جامعة كوين" نيد فرانكس أن قرار جان ربما كان مختلفاً لو كان لتحالف المعارضة قائد أقوى، فربما أخذت باعتبارها أن التحالف قد يكون بديلاً موثوقاً لهاربر.