جدد الرئيس الأمريكي جورج بوش التزام بلاده وحرصها على تطوير علاقاتها مع الجزائر، في مختلف المجالات وعلى رأسها الأمن والاستثمار والتربية والتطور التكنولوجي، ومن جهته، أوضح السفير الجزائري في واشنطن عبد الله بعلي أن الجزائر قد تغلبت بشكل استراتيجي وسياسي على الإرهاب، وهي وإن كانت اليوم تعيش في سلام، فإنها ستبقى حذرة وعازمة على مواجهة هذا التهديد العابر للحدود". في حفل رسمي احتضنه البيت الأبيض أول أمس، تسلم الرئيس الأمريكي أوراق اعتماد السفير الجزائري الجديد بواشنطن عبد الله بعلي، وخلال كلمة ألقاها بهذه المناسبة، أكد جورج بوش حرص الولاياتالمتحدةالأمريكية على تطوير علاقاتها مع الجزائر، مشيرا على أن هذا التطوير يمس عدة مجالات هامة على رأسها الأمن خاصة وأن الجزائر تعد شريكا هاما لواشنطن في مجال مكافحة الإرهاب، والاستثمار الذي يعد أهم ركائز العلاقات بين البلدين، إلى جانب مجالي التربية و التطور التكنولوجي اللذين حظيا باهتمام الطرفين مؤخرا، وفي سياق ذي صلة، أعرب الرئيس الأمريكي لسفير الجزائر عن تمنياته بالنجاح في مهتمه الجديدة طالبا منه أن يقوم بتبليغ تحياته الودية إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. أما عبد الله باعلي فقد أكد خلال كلمته على مسار وتطور العلاقات الجزائريةالأمريكية منذ توقيعهما على معاهدة الصداقة والسلم عام في 5 سبتمبر عام 1795، مشيرا في هذا الصدد إلى أن بوتفليقة يولي "أهمية كبيرة" إلى تعزيز العلاقات بين الجزائروالولاياتالمتحدة، خاصة وأنها دخلت حاليا مرحلة جد واعدة، وعرج سفير الجزائر الجديد بواشنطن على العلاقات الاقتصادية بين البلدين، معتبرا أنها علاقات جد متينة، خاصة وأن الجزائر تعد اليوم أكبر شريك للولايات المتحدة في شمال إفريقيا والثاني على مستوى القارة الإفريقية والعالم العربي. وعن مستقبل العلاقات مع الولاياتالمتحدة، أعرب بعلي عن مدى تمسك الجزائر وسعيها إلى ترقيتها من خلال مباشرتها لعدة برامج تنموية طموحة من شانها أن توفر "فرصا رائعة" للاستثمار والشراكة الأجنبية، حيث أوضح في هذا السياق " بما أن الجزائر تغلبت بشكل استراتيجي وسياسي على الإرهاب فإنها اليوم بلد يعيش في سلام ولكنها تبقى حذرة وعازمة على مواجهة هذا التهديد العابر للحدود". ولم يغفل المتحدث أن يتطرق إلى شرح مسار السلم والمصالحة الوطنية، واصفا إياه بالمسار الجريء، الذي تهدف الجزائر من وراءه إلى تعزيز المكتسبات والحريات الديمقراطية وتعميق الإصلاحات الاقتصادية وتحقيق السلم الاجتماعي وإقامة مجتمع متطور ومزدهر، وفي ختام كلمته، جدد سفير الجزائربواشنطن تأكيده على الدور الكبير الذي تلعبه الجزائر من أجل توفير السلم والاستقرار في منطقة المغرب العربي وفي إفريقيا وفي حوض المتوسط وعبر العالم. وتجدر الإشارة إلى أن الاستثمارات الأمريكيةبالجزائر بلغت العام الماضي خمسة مليارات دولار، حسب ما أكده المساعد للتجارة الخارجية الأمريكية إسراييل هرنانديز في تصريحات سابقة، حيث أشار أيضا إلى أن الجزائر تحتل المرتبة ال 23 في قائمة الشركاء الاقتصاديين الأكثر أهمية بالنسبة للولايات المتحدة.