احتفل المسلمون بعيد الأضحى المبارك وقلوبهم متجهة نحو إخوانهم الفلسطينيين في قطاع غزة حيث تقوم إسرائيل في ظلّ الصمت العربي الرسمي بقتل الأطفال والنساء والشيوخ جموعا بمنع وصول المواد الغذائية وكذلك قطع الكهرباء والغاز، الأمر الذي حوّل حياة مليوني ونصف المليون من الفلسطينيين إلى جحيم ودفع بهم إلى مواجهة الموت في تحدّ وصبر. قامت سفن وبواخر بخرق الحصار على متنها مجموعات من مختلف الجنسيات وتمكّنت من الوصول إلى غزة، لكن البواخر العربية التي وصلت أولاها وهي ليبية إلى حدود مياه غزّة أعادتها إسرائيل إلى مياه العريش ويتحدثون عن باخرة قطرية، وقد تكون بواخر أخرى لكن إسرائيل سوف تتولى الحيلولة دون وصولها، وأصحاب هذه البواخر يدركون ذلك جيدا ويعلمون أنها لن تصل، وإنما المهم أن تتحدث الفضائيات بأن دولة عربية وزعيمها بعث بإعانات إلى الفلسطينيين في غزة لكن إسرائيل منعت وصول تلك الإعانات؟ لو كانت هناك نية حقيقية في اختراق الحصار وتحدي الممارسات الإسرائيلية، لاتجه العرب إلى اتخاذ قرار موحد يلزم مصر بفتح معبر رفح الذي بقي مغلقا وفتحه يتم وفق أجندة معينة الذي جرى ويجري لشعب فلسطين في غزة لم يحرك ساكنا للقادة العرب لأن الأمر الذي يشغلهم هو كيف يتم القضاء على حركة حماس وليس تخليص شعب فلسطين من ممارسات الاحتلال واختراق الحصار بموقف رسمي موحد قادر أن يفرض على الشرعية الدولية وكل القوى الأخرى ذات الصلة بالدفاع عن حقوق الإنسان أن تلزم إسرائيل بفك الحصار وفتح المعابر كنت أمام شاشة التلفزيون، أشاهد أحد الفضائيات العربية، وعند نقلها لاحتفالات أحد البلدان العربية بعيد الأضحى المبارك اقتحمت الكاميرا تجمعا للأطفال وإذا بأحد هؤلاء وعمره لا يتجاوز إحدى عشرة سنة يقول إنني أهنىء أطفال غزة وأقول لهم تمسكوا بموقفكم المقاوم وإصراركم على النصر هذا هو شعور كل الشعوب العربية والإسلامية ولكن شتان بين الشعوب والحكام الذين يبقون على الدوام أصحاب رؤية وموقف لا يغضب أمريكا ولا يقلق إسرائيل الجامعة العربية أصبحت عاجزة عن اتخاذ أي موقف لإنقاذ شعب فلسطين لأنها في حالة ضعف كبير جرّاء الخلافات العربية التي يحاول أمينها العام أن يعطيها صبغة التوافق فيقع في خطإ التمويه وفقدان المصداقية أما السلطة الفلسطينية فوضعها أكثر صعوبة لأنها تبحث عن مخرج يحوز توافق الكثير من الأطراف العربية وكذلك الدولية وحتى إسرائيل وذلك مستحيل وبالتالي سوف يستمر الحصار وتستمر إرادة الصمود والتحدي وذلك هو السلاح الوحيد الذي يملكه الفلسطيني المحاصر في غزة وهو يردّد الأغنية الوطنية للشاعر المرحوم محمود درويش حاصر حصارك لا مفرّ