أعلن فصيل عسكري بالجيش الغيني، أمس، حل الحكومة وفرض سيطرته على كافة المؤسسات الحكومية، بعد قليل من الإعلان عن وفاة الرئيس لانسانا كونتي، الذي تولى السلطة في الدولة الأفريقية لما يقرب من ربع قرن. وأفادت تقارير واردة من العاصمة الغينية كوناكري، بأن الرئيس كونتي توفي عن عمر يناهز 74 عاماً، بعد صراع مع المرض، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة، أحمد تيدان سواري، أعلن حالة الحداد الوطني لمدة 40 يوماً، على وفاة الرئيس، وذكرت صحيفة "لو جور"أن الفصيل العسكري أعلن الأحكام العرفية، وقام بحل الحكومة، وفرض سيطرته على أجهزة الدولة ووسائل الإعلام، فيما وُصف ب"انقلاب عسكري"، حيث ظهرت مجموعات من أفراد قوات الجيش في المؤسسات المملوكة للدولة. ونقلت محطات التلفزيون الحكومية عن متحدث عسكري، لم تتضح هويته على الفور، قوله في بيان: "تم حل الحكومة، وتعليق العمل بالدستور، كما تم حل المحاكم، وحل البرلمان"، معتبراً أن تلك المؤسسات " أظهرت نفسها على أنها غير قادرة على معالجة الأزمات التي قد تواجه البلاد." إلا أن رئيس الحكومة الغينية أكد في وقت لاحق أن حكومته ما زالت تتولى مقاليد السلطة في البلاد، نافياً حل البرلمان أو تعطيل العمل بالدستور، قائلاً إن كل الأمور تسير على طبيعتها. وقال الصحفي الغيني باري ماينكالو إن شوارع كوناكري تشهد هدوءاً معتاداً، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع أي أحداث عنف، فيما ذكرت تقارير أخرى أن عدداً من المركبات العسكرية شوهدت تقوم بدوريات أمنية في العاصمة، وكان رئيس رئيس الجمعية الوطنية "البرلمان"، أبو بكر سومباري، قد أعلن عن وفاة الرئيس كونتي، قائلاً:"إنه ليحزننا أن نعلن للشعب في غينيا وفاة الجنرال لانسانا كونتي، بعد صراع طويل مع المرض"، وفقاً لما نقلت الصحيفة الغينية. وكان رئيس الحكومة الغينية، الذي ظهر إلى جانب رئيس البرلمان، أثناء إعلانه نبأ وفاة الجنرال كونتي، قد دعا قوات الجيش والشرطة إلى "الحفاظ على الأمن والهدوء، تخليداً لذكرى الرئيس الراحل"، وذلك قبل قليل من إعلان الجيش انقلابه على الحكومة، وتولى كونتي السلطة في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، في الثالث من أفريل 1984، إثر انقلاب عسكري جاء بعد أسبوع على وفاة أول رئيس لغينيا بعد استقلالها، أحمد سيكوتوري، كما أُعيد انتخابه لثلاث فترات، في أعوام 1993، و1998، و2003.