تم أمس بالجزائر العاصمة تنصيب بربارة الشيخ كمدير عام للديوان الوطني للحج والعمرة من طرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله، ويأتي تنصيب هذا الديوان الذي خلف اللجنة الوطنية للحج لتصحيح الوضع الذي كانت تسير عليه اللجنة الوطنية للحج والذي كان يشوبه نوع من الفوضى و الغموض، على حد تعبير وزير الشؤون الدينية خلال إشرافه بمقر الوزارة على مراسم التنصيب بحضور ممثلي القطاعات المعنية بعملية الحج. و قد دفعت هاته النتيجة بالمسؤول الأول عن القطاع إلى اقتراح هيئة رسمية بدل اللجنة ممثلة في الديوان الوطني للحج و العمرة و هي الفكرة التي "لقيت في بداية الأمر معارضة من طرف بعض الجهات لتحظى في الأخير بدعم رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم" يقول غلام الله. و شهدت عملية التنصيب "تأخرا" أرجعه الوزير إلى "عدم انتهاء المفتشية العامة للمالية من حصر الأملاك التابعة للجنة الوطنية للحج داخل الجزائر و على مستوى البقاع المقدسة" و هي المهمة التي "كان من المفترض -حسبه- أن لا تأخذ أكثر من أسبوع". وفي هذا الصدد أشار الوزير إلى أنه "من المبرمج أن تتوجه اللجنة المكلفة بجرد الأملاك إلى البقاع المقدسة في ال 12 من الشهر الجاري على أن تعود في ال 25 منه" مما يعني أن العملية ستأخذ وقتا إضافيا، ومن جهته توقف بربارة عند "ثقل" المسؤولية الملقاة على كاهله لتعلقها بركن من أركان الإسلام مؤكدا في نفس الوقت أنه "مطمئن بالنظر إلى نبل و شرف المهمة" المسندة إليه. كما نوه بربارة ب"الاهتمام الكبير و العناية الفائقة" التي يوليها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لضمان راحة ضيوف الرحمن و السهر على الرفع من مستوى الخدمات المقدمة لهم. و قال بربارة من جهة ثانية أن موسم الحج 2008 سيعرف إدماج أعوان الحماية المدينة ضمن البعثة الوطنية للحج من أجل تأطير أفضل للحجاج بالبقاع المقدسة، موضحا أن حوالي 200 عون حماية سيكونون ضمن البعثة الوطنية للحج بغرض تكفل أحسن بالحجاج و خاصة أن معظمهم من كبار السن، و أضاف أن الجزائر "هي أول بلد عربي و إسلامي لجأ إلى هذه الخطوة التي لقيت استحسانا لدى السلطات السعودية" مشيرا إلى أن عدد أفراد البعثة سيبقى في حدود 800 فرد بإحتساب أعوان الحماية المدنية. وأشار بربارة أن الوفد الجزائري الذي ترأسه و سافر للعربية السعودية في أفريل الماضي من أجل تحضير حملة الحج للموسم المقبل قد إستطاع أن يحجز أماكن إقامة بأفضل العمارات و بأحسن الأسعار و قريبة من الحرم المكي رغم صعوبة المهمة بسبب هدم 1200 عمارة بقرار من السلطات السعودية لتوسيع الحرم المكي مما أدى -- كما أشار -- إلى رفع الأسعار بنسب تتراوح بين 50 و70 بالمئة مقارنة بالأسعار التي كانت مطبقة المواسم الماضية. وبخصوص تكلفة الحج لهذا الموسم أشار بربارة "أنها لم تحدد بعد" غير أنه طمأن أن الزيادة على تكلفة الموسم الماضي سوف "تكون طفيفة"، كما أكد أن الديوان الوطني للحج والعمرة في إنتظار مقره الدائم ليباشر مهامه بطريقة عادية. و تأسف بربارة للخدمات "الرديئة" التي تقدمها بعض وكالات السفر التي تتكفل بالحجاج الجزائريين المقيمين بفرنسا مؤكدا على ضرورة فتح تحقيق من أجل وضع حد لهذه الممارسات خاصة بها سيشرع فيها ابتداء من اليوم. وسيبلغ عدد الحجاج الجزائريين هذا الموسم 36 ألف حاج تتكفل بهم إجمالا 24 وكالة سياحية سيتم اختيارها خلال الأيام المقبلة وذلك وفقا للقرارات التي تمخض عنها المجلس الوزاري المشترك الأخير المنعقد بتاريخ 9 مارس الفارط. و في هذا الإطار أوضح الوزير أن "التكفل بالحجاج الحاملين لجواز السفر العادي و المقدرين ب4000 حاج سيسند لثماني وكالات سياحية (...) سيتم اختيارها في غضون الأسبوع المقبل من مجموع 16 وكالة كانت قد تكفلت الموسم الفارط بالحجيج". أما بالنسبة للوكالات الثمانية المتبقية فستقوم بتقديم عروضها على غرار الوكالات السياحية الأخرى "ليتم في الأخير انتقاء 16 وكالة ستقتسم حصة 4000 حاج آخرين أي بمعدل 250 حاج لكل واحدة منها"، كما سيتم توزيع العدد المتبقي من الحجيج بين الديوان الوطني الجزائري للسياحة الذي سيتكفل بألفي حاج و النادي الوطني السياحي الذي سيأخذ على عاتقه مهمة التكفل ب4000 حاج. أما الديوان الوطني للحج والعمرة فسيتكفل بالعدد الأكبر من الحجيج و هو ما يعني 22 ألف حاج يضيف غلام الله.