التقى مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان أمس وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بمقر إقامته في تل أبيب وذلك في إطار زيارة لبحث مقترح التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وفي تعقيبه على سؤال للصحفيين عن توقعاته حيال إمكانية التوصل لاتفاق تهدئة، رفع سليمان إبهامه في إشارة تفاؤل ورد قائلا بالإنجليزية "توقعات كبيرة". وكان من المقرر أن يجتمع الوسيط المصري مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ووزيرة خارجيته تسيبي ليفني مساء أمس في القدس. وذكرت مصادر في القدسالمحتلة أن زيارة سليمان تقتصر على الجانب الإسرائيلي فقط، على أن يتوجه أولمرت وليفني نهاية الأسبوع إلى مدينة شرم الشيخ المصرية لمناقشة التهدئة ومصير المفاوضات مع السلطة الفلسطينية. وكانت حركتا التحرير الفلسطينية (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) و12 فصيلا فلسطينيا أقروا مقترح التهدئة في العاصمة المصرية القاهرة الشهر الماضي. ويتضمن هذا المقترح رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة مقابل هدنة شاملة ومتبادلة ومتزامنة مع إسرائيل يتم تنفيذها في إطار متدرج يبدأ بالقطاع لمدة ستة أشهر ثم ينتقل إلى الضفة الغربية في مرحلة لاحقة. وأفاد مصادر بأن أنباء تواردت عن حمل سليمان حزمة على مستوى عال من الأهمية، لكن التساؤل القائم يدور حول استعداد إسرائيل لقبولها. وأشارت هذه المصادر إلى تهدئة غير معلنة، أي تهدئة فلسطينية يقابلها تهدئة إسرائيلية، لكن إسرائيل تقول إنها لن تشمل الضفة الغربية كما تطالب حماس، بل فقط قطاع غزة الذي تسيطر عليه الحركة منذ جوان الماضي. ويبدو أن الآمال بالاتفاق على التهدئة لن تكون كبيرة كما توقعها سليمان، إذ عارض عدد من وزراء الحكومة الإسرائيلية الموافقة على أي مقترح يحمله لإسرائيل بهذا الشأن، وأبلغوا موقفهم أمس لأولمرت في الاجتماع الأسبوعي للوزارة حسب ما ورد في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية. وأوضحت الصحيفة أن من بين الوزراء المعارضين وزير الأمن الداخلي آفي ديختر ووزير المالية روني باراون ووزراء حزب شاس وغيرهم من الوزراء الذين يعتبرون أن "التهدئة ستمنح الفصائل فرصة لتعزيز قوتها". كما اشترط رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الإسرائيلي تساحي هانغبي أول أمس الأحد أن يتضمن اتفاق التهدئة إطلاق الجندي الأسير شاليط، وأن ينص على عدم تعزيز حماس لقوتها باستقدام الأسلحة انطلاقا من سيناء في مصر. ويأتي هذا في الوقت الذي أعادت فيه إسرائيل تزويد محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة بكميات محدودة من الوقود بعد نفاده منها لليوم الثالث على التوالي. وقال مصدر إسرائيلي إن نقطة ناحال عوز التي يتم تسليم الوقود عبرها "فتحت هذا صباح الإثنين وهي مفتوحة لكل أنواع الوقود والغاز المنزلي حسب قوله.